محمد عواد – كووورة – حقق منتخب المانيا انتصاراً كبيراً وساحقاً على نظيره البرتغالي بنتيجة 4-0، ليحذر جميع المنتخبات الكبرى الأخرى من خطورته وقدرته على المضي بعيداً في البطولة.
ويمكن القول إن المنتخب الألماني الذي اعتمد فكرة بيب جوارديولا بجعل فيليب لام في خط الوسط، استلهم عديد الأفكار الأخرى من الفيلسوف الإسباني، فهو بات يلعب أكثر بلا مركزية، فلا يمكن القول إن خطة المانيا كانت 4-3-3 أو 4-1-4-1 بسبب كثرة تبادل المراكز، إضافة إلى وضوح الحرص على الحفاظ على الكرة عندما لا يكون هناك فائدة واضحة من خلال المغامرة بالكرة.
الألمان أدركوا قيمة فلسفة جوارديولا الذي قال عنها يواكيم لوف في الماضي “أفكار بيب تلهمني”، لكنهم أضافوا عليها ما ينقصها من واقعية وعملية التي اشتهروا فيها، فالفريق لعب بأظهرة دفاعية كي لا يتم ضربهم بالهجمات المرتدة، وتم تعويض ذلك من خلال مساهمة كروس وخضيرة هجومياً في خط الوسط، كما تم السماح لجوتزه وأوزيل باخذ المغامرة من خلال الجري بالكرة أو التمريرات المباشرة دون النظر إلى الاستحواذ، إضافة إلى جلبهم معهم من يستطيع لعب دور رأس الحربة الحقيقي في الأوقات الذي لا ينفع معها الأسلوب الحالي.
تشكيلة المانيا التي فاجأت العالم اليوم تتميز بقدرة الدكة على تعويض أي لاعب منها، ويبدو أن يواكيم لوف تعلم من دروس مونديال 2010 وأمم أوروبا 2012 عندما كانت المانيا تعاني مع غياب بعض اللاعبين، فكان الاعتماد على شكل خططي يقبل كل من تم جلبهم إلى البرازيل ويستفيد منه.
على الجهة الأخرى، لم يظهر المنتخب البرتغالي بشكل مقبول أبداً، فخط وسطه كان فاشلاً في السيطرة على الكرة من جهة، وتمويل خط الهجوم من جهة أخرى فكان رونالدو وألميدا (ثم إيدير) معزولين ومضطرين للقيام بمغامرات من أجل تهديد مرمى مانويل نوير، وظهرت مساحات كبيرة بين الخطوط ساهمت بشكل مباشر بالنتيجة الكارثية.
ولا يمكن تجاهل تأثير طرد بيبي على منع البرتغال من أي مغامرة هجومية بعد التأخر بالنتيجة، فالحرص كله بات على الخروج بأقل نتيجة. كما لا يمكن الحكم على مستوى رونالدو لأنه عائد من إصابة ولأن كل زملائه ظهروا بشكل سيء، مما يؤجل الحكم عليه حتى المباراة المقبلة أمام الولايات المتحدة التي سيكون مطالباً بإنقاذ فريقه على أكتافه، على العكس مما قاله لموقع كووورة يوم أمس “لن أحمل الفريق على كتفي كي نفوز بلقب”.