ليس المال فقط .. لماذا لم يحترف عموري في أوروبا؟

عموري فعل الكثير وجذب الانتباه .. فلماذا لم يحترف في أوروبا؟

محمد عواد – سبورت 360 – عمر عبد الرحمن، أحد أفضل من عرفتهم كرة القدم العربية من حيث لمسه الكرة، شيء من رونالدينيو يجري على أرض الملاعب الآسيوية، كلما رأيت تمريرة له تسأل نفسك “لماذا لا يحترف هذا اللاعب في أوروبا؟”.

المال مهم ولكن ليس كل شيء

نشرت صحيفة آس قبل بضعة أسابيع تقريراً تحدثت فيه عن سبب عدم رحيل النجم الإماراتي إلى الملاعب الأوروبية، وحاولت تلخيص الموضوع بقولها إن المسألة تتعلق براتبه الذي يقارب حسب بعض التقارير 14 مليون درهم، أي 3.4 مليون يورو سنوياً.

في الحقيقة إن ما يحققه عموري من دخل سنوي يفوق هذه الـ 3.4 مليون يورو، لأن لديه عقود رعاية وعقود تعاون تجاري و مصادر دخل أخرى، تجعله بالتأكيد مرتاحاً مالياً وليس مضطراً لأخذ أي خطوة على اساس مالي، لكن ليس هذا كل شيء.

معنى أن تملك المال لا يعني في كرة القدم عدم رحيلك بسببه، بل يعني أن المال لن يكون عنصراً دافعاً لرحيلك.

مشروع العين للعالمية

أي مطلع على ما يحاول العين عمله منذ إطلاق ستاد هزاع بن زايد بمواصفات عالمية، والأسماء التي يحرص على جلبها في السنوات الأخيرة سواء من لاعيبن ومدربين أو فريق فني، يدرك أن هناك مشروعاً تتعدى طموحاته المسألة المحلية.

فمع الحرص على المنافسة دوماً في دوري الخليج العربي، فإن الهدف واضح هو العودة إلى قمة أسيا من جديد، والتي وصلها الفريق في الماضي مع المرحوم ميتسو، وذلك في موسم 2002-2003 ليصبح البنفسجي أول بطل لدوري أبطال آسيا بنظامها الحديث.

يبتعد العين الآن عن البطولة بمسافة مباراة، وهو الحلم الذي قد يكون نقطة تحول بعد ذلك بمسيرة عموري، لأن الفوز بالبطولة سيأخذه إلى كأس العالم للأندية 2016، وعندها قد تكون مواجهة للتاريخ ضد ريال مدريد، وهي مباراة يكفي فيها مهارة واحدة من صاحب اللمسة الراقية ليتحدث عنها العالم.

هذا المشروع الهادف لقمة آسيا، منع العين من مجرد التفكير برحيل عموري، لأنه يعرف بأن تعويضه سيكلفه أكثر بكثير مما سيجنيه من بيعه، وعادة ما سيكون المعوض خادماً لسنة أو سنتين كمحترف، ثم يرحل إلى مكان آخر.

الانتماء إلى “الأمة العيناوية”

من لا يعيش في الإمارات، لا يدرك معنى أن تكون لاعباً في العين بالشكل الصحيح، وما تحظى به من مزايا شعبية وجماهيرية.

فالأمة العيناوية كما يحب الجمهور وصف أنفسهم، ممتدة وصاحبة تأثير واضح في شبكات التواصل الإجتماعي وحتى في وسائل الإعلام، والانتماء إليها يشعر اللاعبين بالقوة والفخر.

ما فعلته جماهير العين تجاه عموري مطلع عام 2016، من لوحة عبقرية تلخص قصة الحب للمايسترو، توضح صعوبة أخذ اللاعب قراراً بالانفصال عن مثل هذه الجماهير.

ليس هناك شيء ليثبته

تشبه قصة عموري في الإمارات قصة نجوم عرب تألقوا في بلادهم وحققوا المجد لأنديتهم ومنتخباتهم، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، محمد أبو تريكة في مصر وماجد عبد الله ويوسف الثنيان في السعودية، فهؤلاء ليسوا بحاجة لأن يحترفوا كي يثبتوا أنهم مميزون.

الجماهير أحبتهم كما هم، ورفعت مقامهم كما هم، فلن تجد مشجعاً محباً لأبو تريكة يشكك للحظة باستحقاقه اللعب مع برشلونة أو ريال مدريد، فهم يعتقدون أنه من ذلك المستوى، وبالتالي لم يكن بحاجة للاحتراف كي يثبث ذلك.

عندما تقرأ في صحف عالمية عن عموري، تجد من يصفه برونالدينيو، وتجد صحيفة ماركا تصفه بأفضل النجوم في أسيا، في حين يراه كثيرون لاعباً سيتألق في أوروبا، وبالتالي فإنه فعلاً لا يجد شيئاً ليثبته باحترافه، لأن الجميع يفترض نجاحه منذ الآن.

فيديو لهدف عموري الرائع في نهائي كأس الخليج:

           

شخصية عموري وطبيعة المجتمع الرياضي

شاهدت عموري في 3 مناسبات مختلفة، ولاحظت رغبته الدائمة بتجنب الأضواء والإقلال بالكلام، يثق بنفسه ويظهر ذلك من نبرة صوته، لكنه لا يبحث عن “ضوضاء سترهقه لاحقاً”.

طريقة كلام عموري عندما كان يمتدح يوسف الثنيان على شاشات التلفزيون، ويشرح بوضوح شخصية لاعب الوسط المبدع، فهو ما زال يعترف بفضل من ألهموه، وما زال مستعداً للتحدث بكل صراحة عن رؤيته آخرين أفضل منه، فلم يدعٍ أنه في القمة مثلما يفعل بعض اللاعبين العرب ممن احترفوا لمواسم قصيرة في أوروبا.

فيديو لكلام عموري عن الثنيان:

           

وهناك نقطة مهمة تلتقي مع الشخصية، فالمجتمع الرياضي يحكم اللاعب وقراراته من دون شعور.

فمثلاً، في بعض الدول يعتبر عدم خروج اللاعب إلى أوروبا تقليلاً من قدراته أو عنصراً للتشكيك بها، لكن طبيعة المجتمع الرياضي الإماراتي مختلفة هنا، فالحديث أكثر عما يتحقق مع المنتخب والنادي على المستويات القارية، وليس على المستوى الفردي للاعب.

مثل طبيعة المجتمع هذه، تقلل من عنصر الضغط على عموري كي يحترف، فهو لا يشعر بأن هناك خطوة ناقصة في مسيرته حتى الآن، لكن قد يكون الفوز بأبطال أسيا ثم اللعب في مستوى مونديال الأندية نقطة ملهمة له للتفكير بالأمر من جديد، مثلما كانت أولمبياد 2012 نقطة انطلاقة لجذب الاهتمام العالمي.

تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:

 



سناب شات : m-awaad

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *