راداميل فالكاو.. الهداف كما يجب أن يكون

سعد خليل – من مننا لا يذكُر راداميل فالكاو؟ من مننا لا يذكُر اللاعب الَّذي كان خلال أحد الأيام أفضل مهاجم رقم 9 في كل أوروبا؟
مسيرة راداميل فالكاو كانت مسيرة تصاعدية بشكل رهيب، ربما لم تستمر على ذلك طبعًا وهو يلعب اليوم في دوري بمستوى أقل مثل الدوري التركي، إلا أنها كانت رائعة بمعظم مراحلها الَّتي رسمت صورة فالكاو والَّتي نعرفها جميعًا؛ ولكن قبل ذلك، يجب التنويه بعقلية راداميل العظيمة، وإرادته الرهيبة الَّتي كان يقف مستندًا عليها في كل مرة يغلبه بها الحظ العاثر.
ففي موسمه الأول مع ريفر بليت، كان فالكاو شابًا صغيرًا يحلم بالكثير، في أول 7 مباريات له سجل 7 أهداف وكل شيئ كان يسير بأفضل شكل ممكن، ليتعرض بعدها لإصابتين من العيار الثقيل، أبعدته عن الملاعب لمدة عام كامل.
ذلك كان كافي لأن تنتهي مسيرته قبل أن تبدأ كما يحدث مع الكثير من الحالات المشابهة، خاصةً أنه كان لا يزال صغيرًا، ومناعته النفسية ليست بتلك القوة.
ولكن فالكاو أثبت العكس ورفض الخضوع لذلك السيناريو، وعاد بعدها بطريقة مذهلة حيث سجل خلال موسمين 35 هدف وضعوه في أوروبا من بوابة نادي بورتو.
في موسمه الأول في البرتغال، فالكاو سجل 34 هدف من 43 مباراة.
وفي الثاني سجل 38 هدف من 43 مباراة.
كان ذلك الموسم الَّذي حقق بورتو به الثلاثية، وكان راداميل أحد أكبر الأسباب وراء ذلك.
ولكن الإجرام الحقيقي لفالكاو، لم يظهر إلا في إسبانيا، وتحديدًا تحت قيادة دييغو سيميوني.
مع سيميوني فالكاو كان آداة لا غنى عنها في المنظومة، وذلك لأنَّ لعبة المرتدات الَّتي يعتمدها دييغو، كانت تتطلب مهاجمًا قاتلًا أمام المرمى، ذلك الدور كان مفصلًا لراداميل.
في 90 مباراة مع الأتليتي، فالكاو سجل 70 هدفًا.
لقد كانت تلك أفضل أيام مسيرته، تلك الفترة هي الَّتي كان فيها فالكاو أفضل مهاجم على الكوكب.
لو أردت وصف مهاجم لاتيني أمامك طريقين.
إما أن تقول عنه مشاكس، ولديه خبث كروي، والدفاع ضده مزعج لأنَّ جعبته مليئة بالحيَّل، ودمه بارد أمام المرمى بشكل بشع، ولمسته الأخيرة سُم قاتل.
أو توفر عن نفسك كل ذلك العناء، وتقول ببساطة : راداميل فالكاو.
عيد ميلاد سعيد للتايغر راداميل فالكاو، المهاجم الَّذي يجاوب على كل أسئلة كيف يجب أن يكون المهاجم أمام المرمى.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *