محمود وهبي – مع اقتراب المواجهة المرتقبة بين الأهلي وبايرن ميونيخ، لا أريد تسليط الضوء كثيراً على الجوانب الفنية، فكلّنا يعلم أن النادي البافاري يتفوق بأشواط على الأهلي، وليس في هذه المقارنة تقليل من شأن الفريق العربي، لأن بايرن تفوّق على جميع من ينشط في كرة القدم منذ بداية العام 2020.
من حق كل مشجع أهلاوي، وكل مشجع مصري أو عربي يفخر بالأهلي، أن يرفع صوت دعمه وثقته بفريقه، والإيمان بإمكانياته، لكن إن أردنا المقارنة بينه وبين خصمه، فعليْنا أولاً التحلّي بالمنطق والابتعاد عن العاطفة.. لكن وعلى الجانب الآخر، هذه العاطفة قد تكون سلاح الأهلي الأول، فالجوانب المعنوية والذهنية ستقول كلمتها قبل لعبة الجوانب الفنية غير الرابحة، إن كان للأهلي أن يصنع المفاجأة مساء اليوم.
على الرغم من تاريخه الطويل والحافل، نستطيع أن نقول أن الأهلي سيلعب اليوم واحدة من أهم المباريات في تاريخه، كيف ولا وهو سيواجه بطل أوروبا، وأحد عمالقة التاريخ والحاضر، والفريق الذي أذلّ توتنهام وتشيلسي وبرشلونة وليون في طريقه نحو منصة دوري الأبطال، وهذه المسألة قد ترفع الحالة المعنوية لدى لاعبي الأهلي، لاستخراج كل ذرة من إمكانياتهم في 90 أو 120 دقيقة.
على الجانب الآخر، بايرن سيواجه اليوم خصماً مجهولاً بالنسبة للفئة الأكبر من لاعبيه، وهناك توجه عام بأن بطل أوروبا هو دائماً المرشح فوق العادة للفوز بلقب كأس العالم للأندية، وهذا قد يضع بايرن أو بعض لاعبيه في حالة استرخاء إن اعتبروا أن مهمتهم سهلة، وهناك فارق بين الثقة من ناحية، والثقة الزائدة من ناحية أخرى.
مهمة الأهلي لن تكون سهلة، لا بل هي في غاية الصعوبة، لكن آماله سترتفع إن سمح له بايرن بذلك، أي إن سقط بايرن في فخ الثقة الزائدة وقلة التركيز، وفخ العامل البدني كونه لعب مباراة صعبة في أجواء صعبة مساء الجمعة، قبل رحلته الشاقة جداً إلى قطر يوم السبت، وهذه الأمور لا يمكن أن تكون أعذار لفريق بهوية بايرن.
في الختام، لا يمكن المبالغة في آمال الأهلي، ولا يمكن المبالغة في اعتبار مهمة بايرن سهلة، فنحن أمام مباراة كرة قدم بين 11 لاعباً لكل فريق، وليس ضرورياً أن يكون هناك علاقة بين التوقعات وظروف ما قبل المباراة، وبما سيحدث على أرض ملعب خلال دقائقها.