محمد بلقاسم – في مقابلة مع “BBC” سنة 2014 سُئل كريستيانو رونالدو عن إمكانية اللعب لمانشستر سيتي فأجاب: “هل تعتقد أن المال يُمكنه أن يغير تفكيري الآن؟ لا أعتقد…الأمر لا يتعلق بالمال بل يتعلق بالشغف”، تصريح تم تداوله بقوة عندما كانت الأخبار تربط البرتغالي بصغير المدينة، فكان “الدون” محل تنمر كبير من عشاق المستديرة، أما “الشياطين الحمر” فلم يستوعبوا الخبر ولم يتخيلوا أن يُصبح نجمهم الأسطوري “فيغو البريميرليغ”، وما هي إلا ساعات حتى تأكد للجميع أن النهايات السعيدة ليست حكرا على الروايات فقط، وأن العودة إلى المنزل بالنسبة لرونالدو هي مصير محتوم.
كرويا، لا يُمكن اعتبار كريستيانو لاعبا منتهيا حتى وإن كان في السادسة والثلاثين، فحتى الآن أرقامه تؤكد أنه من نخبة نجوم المستديرة هجوميا، وإن سار بنفس النسق فإنه سيضمن لليونايتد 25 هدفا على الأقل في البريميرليغ، رقم قد لا يكون ضخما بالنسبة إليه مقارنة مع سجله التهديفي في موسم 2014-2015 على سبيل المثال، لكنه سيكون مفيدا جدا لفريقه الجديد الذي لم يحصل على هداف تجاوز حصيلة 25 هدفا منذ موسم 2012-2013 عندما أنهى روبين فان بيرسي الموسم بـ 26 هدفا، وقتها حصد “الشياطين” لقبهم الـ 20 فهل سيكون “الدون” بطل اللقب الحادي والعشرين؟
عاطفيا، لا يوجد أكثر مما حدث مؤخرا للتأكد من أن علاقة كريستيانو ومانشستر يونايتد أكبر من أن يكسرها عرض مغر ماليا وكرويا من أي ناد مهما كانت قيمته في الكرة الحديثة، فبعد حسم “الشياطين الحمر” لصفقة البرتغالي، تأكد أن الأخير تلقى اتصالات عديدة لمنعه من التوقيع للجار وأبرزها من السير أليكس فيرغسون الذي خاطبه بلغة صارمة قائلا: “إياك أن تجرؤ !”، ليتغير المشهد في لمح البصر ويُقرر “الدون” العودة إلى “مسرح الأحلام” أين سيقابله عند الدخول تمثال الثلاثي الأسطوري بوبي تشارلتون، دينيس لو وجورج بست، بدلا من التوجه إلى ملعب “الإتحاد” الذي تزين مؤخرا بتمثالي دافيد سيلفا وفينسنت كومباني.
إعلاميا، يُمكن القول بأن كريستيانو وبجانب رغبته في الخروج من يوفنتوس، فإنه أراد أن يكون جزءا من الـ”Show” في الميركاتو الساخن، ومثلما صنع ليونيل ميسي الحدث بانتقاله إلى البياسجي، فإن رونالدو أشعل صيف إنجلترا وأّكد للجميع أن لا يزال صانعا للحدث هو الآخر، سواءً عندما تم تفاوض مع السيتي أو بعدما اختار اليونايتد في مشهد درامي جديد شد انتباه الجميع وجعل كل الصحف الإنجليزية تعنون “Welcome Back Home”، أما إقتصاديا فإن علاقة “صاروخ ماديرا” مع ناد بشعبية عملاق مانشستر، لا يُمكن إلا أن تكون ناجحة مهما كانت النتائج الكروية.
جماهيريا، يتسيد رونالدو قائمة اللاعبين الأكثر متابعة على مواقع التواصل، وعلى “إنستغرام” مثلا، هو الآن في حدود 335 مليون متابع، أما مانشستر يونايتد فطالما تصدر قائمة النوادي الأكثر شعبية في العالم، وباجتماعهما معا مرة أخرى فإن المتابعة الجماهيرية لعملاق إنجلترا لا يُمكن إلا أن تكون خيالية هذا الموسم، أما في قلب الحدث، فإن اسم “ابن سبورتينغ” لم يبتعد عن “أولد ترافورد” رغم رحيله، وطالما دوت أغنية Viva Ronaldo في “مسرح الأحلام” وملاعب بلاد الضباب من طرف عشاق اليونايتد، للتعبير عن حبهم لأحد أبرز أساطير الرقم 7 في فريقهم، والآن ها هي العودة تتحقق وها هو رونالدو يؤكد بدوره: “ما الحب إلا للحبيب الأول”.