سعيد خليل – كل شيء بدأ عندما قرر أحد الأبناء أن يلتزم بنصيحة والده الذي كان يخبره دائمًا أن يلعب كرة القدم من أجل أن يستمتع، و أن يبتهج حين تكون الكرة بين أقدامه ولا يقلق، الأشياء الأُخرى ستأتي وحدها، لأنه في نهاية المطاف، هذا هو المغزى الأول والأصل من اللعبة، المتعة ولا شيئ أخر!
لقد كانت مشاهدة غاوتشو يلعب كرة القدم، ورؤيته يتخطى ثلاث لاعبين بحركة واحدة، ومروره من فوق لاعب يفترش الأرض بعدما حاول خطف الكرة منه، ورميه لتمريرة لا ترصدها الأعيُّن في حين هو ينظُر لمكان أخر، هي التجلي الأعظم لبهجة العين، أشياء لا تحدث كل يوم في اللعبة، أشياء لها مساحة خاصة في ذاكرتنا، مساحة لن يملأها أي أحد أخر غيره.
شكله، شعره، وقفته، الطريقة الَّتي يركُض بها، لمسته على الكرة، إيماءات جسده، لقد كان مختلفًا لدرجة أنك قادر على تمييزه من بين حشود يحاولون فعل الأشياء الَّتي كان يفعلها، ولكن لا أحد يعرف كيف يفعلها مثله.
إنِّ رونالدينيو يمتلك في رأسه ألاف الحلول حتى يتخطاك، وكلها قد قام باختبارها مسبقًا ونجحت، ولكنه لسبب ما قد يخترع لحظة مواجهتك حلًا جديدًا يأتي بنفس المفعول، فيتركك ضحيةً لأفعاله الَّتي تركت خلفها ضحايا لا تُحصى، وجعلت مِن كل مَن حاول الوقوف في وجهه يومًا احمقًا كبيرًا.
ولهذا، لم يَكُن أمرًا سهلًا أن تتفوق على رونالدينهو، لأنه سيَّد في فنون الاختراع والارتجال، والَّذي سيقوم به، هو دائمًا أخر ما ستفكر به، لذا كان الأمر الأصح والأفضل دائمًا هو أن تنتظره حتى يرمي خدعته، وتستمتع فقط، تمامًا كما كان يستمتع هو.