طارق عياد – كارلوس بويول قلب الأسد، دائم الطاقة و الإنارة، ثابت في تغيرات الاجيال الحاملة لدماء القضية الكاتلونية، بداية قاسية في حراسة المرمى من أجل اللعب مع من كان أكبر منه سنً، جسده نحيل لم يتحمل سقوطه المستمر على أرض الملعب الصلبة فتوجه لمركز قلب الهجوم ثم أصبح واحد من أفضل مدافعي اللعبة في التاريخ.
يملك بويول شكلاً مميز يجعله شخص غير عادي في عقلك من الوهلة الاولى، ملامح طرزان وقدرة بدنية على تحمل لمدة طويلة، حتى شخصيته مميزة فهو قائد حقيقي على أرض الملعب يتمتع بروح رياضية عالية، لا يغش لا يبكي يحارب لٱخر لقطة ولحظة في المباراة مهما كانت النتيجة، لو كانت ستختار شخص للدفاع عن برشلونة فستختار كارلوس بويول بدون تردد.
أما كروياً يملك واحدة من أهم مميزات قلب الدفاع وهي التاكلنغ، ويمتلك موهبة في إختيار الثانية المناسبة للسقوط وقطع الكرة بطريقة إنتحارية جميلة، تجعلك تعتقد أن دور المدافع سهل للغاية نظرياً ثم تتفاجئ به تطبيقياً لصعوبة الارتماء الصحيح في الوقت الصحيح دون إرتكاب أخطاء، شجاعته في الصراعات الثنائية والمواقف الصعبة خلف حارس المرمى في مواجهة الأهداف المحققة وتغيرها لركنيات، قال عنه فرانكو باريسي أسطورة ميلان: “عندما يخاف البعض من وضع قدميهم في مكان ما يضع كارلوس بويول رأسه”
قدرة بويول البدنية خارقة للعادة، قلب دفاع محوري متحرك على كامل الخطوط الاخيرة وهنا نقطة مهمة أنه ليس مدافع كلاسيكي محوري ثابت في نقطة واحدة، من الممكن أن تشاهده على الأطراف أو في مكان الإرتكاز للمراقبة المطلوبة منه (رجل لرجل) أو لتغطية المساحة الشاغرة بعد تقدم أحد زملائه في الهجمة.
لعب في 595 مباراة بدماء المقاطعة، وفي هذا الرقم الكبير من المباريات تم إقصائه ببطاقة حمراء 3 مرات فقط!، سجل 19 وصنع 13، أما بألوان إسبانيا لعب 100 مباراة سجل 3 أهداف.
فاز بكل الألقاب الممكنة التي يحلم بها كل لاعب:
– كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا وسجل هدف حاسم أمام المانيا.
– كاس أوروبا 2008
– دوري الأبطال (3 مرات)
– الليغا (6 مرات)
– كأس الملك (مرتين)
– كأس السوبر الاسباني (8 مرات)
– كأس العالم للاندية (مرتين)
– كأس السوبر الاوروبي (3 مرات)
حقق بويول مع ناديه منذ الخسارة أمام انتر ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2010 سلسلة من 56 مباراة رسمية بلا هزيمة، وحقق عام 2002 جائزة أفضل ظهير أيمن في اوروبا.
كارلوس بيول ظلمته الإصابات التي جعلته يعلن إنسحابه من حروب الملعب قبل نهاية عقده بموسمين، وظلمته السوشيال ميديا في نهاية مسيرته بلقطة دي ماريا في عز توهجه وطاقته لتمحو كل تاريخه ويبقى من ذكر بويول إلا دي ماريا في كامب نو للأجيال الجديدة.
بويول هو أفضل قائد في تاريخ النادي، شخصية محبوبة في الملعب ويتمتع بكاريزما وروح عالية داخله، وبعيد عن ضوضاء الاعلام والصحافة خارجه، يعيش بهدوء ويقدم صورة جيدة للاعب كرة القدم المثالي.
كرة القدم تحتاج لكارلوس بويول جديد لكن من أين تأتي بطرازن قلبه من ذهب خالص ومغلف من حديد!