هل العُمر هو مقياس تحديد الطموح في كرة القدم؟

أسامة زهير – في العصر السابق لكرة القدم كان الإعلام والجماهير والمدربين يتحدثون دائماً عن السن اللاعب الذي يُمكن ان يُقدم فيه أعلى المستويات، وعندما يكبُر في السن ويصل لعُمر فوق الثلاثين يقل أدائه كثيراً في الملعب ولا يستطيع مجاراة رتم المباريات واللعب دائماً في التشكيلة الأساسية مع الفريق.
وهكذا لاعبين عندما يصلون لهذا السن (فوق ٣٠ سنة) غالباً كنا نراهم إحتياطيين للاعبين الشباب والنجوم الساطعين الذي يعتمد عليهم الفريق حديثاً في التشكيلة  الأساسية، والأمثلة كثيرة منها: (توتي – بويول – راؤول – توريس – يايا توريه – سكولز..).
وهذا كان أمر طبيعي ان يحدث مع معظم اللاعبين لأن عقليتهم لم تكن مثل العقلية الحالية لبعض النجوم الحاليين الذين أصبحوا مع كرة القدم الحديثة يطوروا من لياقتهم البدنية ويهتموا بها أكثر، لأنهم يعلمون أن كرة القدم الحديثة تتطلب الكثير من بذل جهد كبير وهذا يريد التطوير باللياقة أكثر فأكثر لكي يستطيعوا  تقديم التضحيات الكبيرة في المباريات خاصة مع كثرة المباريات في المسابقات والتي أصبحت أكثر من السابق.
لذلك أصبح هناك إهتمام من الأندية بالتركيز والعمل على التدريبات المُكثفة والإضافية (فردية مع مدرب خاص) حتى يستطيعوا تنفيذ تعليمات مدربيها وليس هذا فقط بل الهدف الرئيسي من هذا كله هو أن يستطيع اللاعب تقديم أفضل ما لديه حتى وإن تعدى الثلاثين من عمره وبذلك لا يكون العُمر مقياساً لإيقاف طموحه في عمر مُبكر، والأمثلة كثيرة امامنا حالياً:( رونالدو – مودريتش – ابراهيموفيتش – ميسي – بوفون – راموس ..) والقائمة تطول، فيجب أن لا نستغرب كثيراً إن شاهدنا ذلك مع الجيل الجديد وإستمرار النجوم الحاليين لسن الأربعين.
ولذلك أصبح مفهوم شراء اللاعبين في السن المتأخر ليس غريباً لأن إدارات الأندية أصبحت تدرس لياقة النجم الكبير وقدراتهِ وهي تعلم بأنها في حاجة للاعبين يقدموا لها عدة سنين بإنتظار نضوج بعض اللاعبين الشباب أو أن يجدوا المواهب الممتازة التي تستحق التعاقد معها والإعتماد عليها في المستقبل القريب.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *