محمد عواد – سبورت 360 – نعود لكم في سبورت 360 مع المقال الشهري الملخص لأحوال الرياضة الأردنية، الذي نسعى من خلاله للمساهمة ولو بقليل على لفت الانتباه إلى الأمور المهمة التي ينبغي التعامل معها.
حجارة في الدرع ..إنذارات متتالية، فمتى نفهم؟
ليس مظهراً رياضياً ما شاهدناه بعد مباراة الوحدات والرمثا، وليست ردوداً طبيعية التي انتشرت في شبكات التواصل الاجتماعي، فكلها مبنية على مواقف مسبقة، وبعضها طغى عليه مصالح معينة يسعى لها بعض الأطراف الإعلامية المتداخلة في القضية.
من المذنب؟
عندما يكون هناك دماء، وعندما يكون هناك عنف، هذا السؤال باطل، ولا فائدة منه، لأن ما جرى قد جرى، والتحقيقات التي قام بها الاتحاد الأردني والسيناريوهات التي تم طرحها لن تقدم ولا تؤخر على الماضي، ولا حتى المستقبل.
هناك حجارة جاءت، وليس بالكثير من الحجارة كما أكدت عدة مصادر، فمن يعرف ملعب الأمير محمد يعرف أن هناك عدداً قليلاً من الحجارة داخل الأسوار، وهذا من حسن الحظ، لكن لو لم تعد عوارض المرمى للملاعب الفرعية من حول الاستاد، والتي تم إزالة بعضها مؤخراً، فإن عدد هذه الحجارة سيزداد لأنها تستخدم لتحديد المرمى، في المستقبل قد تكون الحادثة أكبر، إن لم يتم تعجيل عودة الأمور إلى ما هي عليه، أو حتى الانتباه إلى أن بعض الجماهير قد تعمد لجلب الحجارة معها في المستقبل إلى بعض المناطق.
المذنب بالنسبة لي هو الاتحاد الأردني والأندية الأردنية وحتى الإعلام الأردني بشكل عام، فهناك غياب كامل للمسؤولية الاجتماعية لهذه الهيئات منذ قامت الكرة الأردنية، وهناك فقط شحن سلبي، وتمييز بين هذا الفريق وذاك، منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا.
والدور الإعلامي بعمومه وليس خصوصه، إن قرر أن يكون محايداً، يتجه مباشرة للعب دور الذي لا يرى شيئاً، فالعالم دوماً بالنسبة له وردي، وينكر المشاكل الموجودة، الأمر الذي لا ينهيها، بل يساعد على تفاقمها.
غياب هذه المسؤولية الاجتماعية تجاه خلق ثقافة تشجيع وضبط أعصاب، وحتى لو كان هناك أحداث شغب في بلاد أخرى كبرى، فإننا نلاحظ أن أول من يقوم بعقاب المسيء من الجماهير هو النادي الذي يشجعونه نفسه، ولا يلعب دور المدافع عنه كما يحدث في الكرة الأردنية دوماً.
هناك منظومة ثقافية وأخلاقية مهتزة محيطة بكرة القدم في الأردن، فهناك تركيز على الكرة التي تدور، ونسيان لما يدور حولها، وهذا نتائجه وخيمة في المستقبل، لأن أكثر من إنذار وصل في السنوات الأخيرة بسبب هذه التصرفات، وكل الخوف أن يكون الحدث المقبل غير قابل للتدارك، سواء على الأرواح أو على اللعبة نفسها.
تحدثت مع بعض الجماهير التي تواجدت في الملعب عن قصة أن حسن عبد الفتاح ذهب إلى جماهير الدرجة الثانية، وأكد معظمهم رؤيته فعلاً يقترب، لكن اللافت فيها أن الدرك هو من حاول إيقافه، ومع الاحترام لكل القوى الأمنية التي ندرك جيداً في الأردن سعيها لأمن المواطن، لكن من الأفضل أن يكون التعامل مع اللاعبين والإداريين على أرض الملعب في البداية من قبل موظفين من الاتحاد مهما كانت الظروف، وفي حال لم يستجب اللاعب عندها يمكن تدخل الجهة الأمنية المناط بها حماية الملعب.
خماسية النهائي والسؤال الصادق .. إلى متى؟
مؤسف أن نرى الفيصلي يسقط في مباراة نهائية بنتيجة 5-1، نتيجة ثقيلة لم نعتد رؤية الأزرق يتلقاها مهما كانت ظروفه سيئة، لكن من الواضح أن هذا امتداد لفترة للنسيان يمر بها الزعيم.
شاهدت قبل فترة فيديو، يدعي ناشره أنه لأحد مشجعي نادي الوحدات وهو يناقش زياد شلباية المسؤول المهم في النادي، ظهر الأخير يشتم النادي، ويشتم أشخاصاً آخرين، بعيداً عن محتوى الفيديو، لكنني أعرف جيداً قدرة جماهير الوحدات على خلق ضغط على إدارته لتصحيح الأوضاع، خصوصاً منذ عصر السوشيال ميديا.
حال الفيصلي المتذبذب ليس مفيداً للكرة الأردنية، فرغم تحسن نتائجه عن ذي قبل، لكن الفريق ما زال لا يحقق المطلوب منه، فمنذ سيطرة الأزرق على الدوري ما بين 1999-2004، حقق الوحدات اللقب 8 مرات وشباب الأردن مرتين والفيصلي مرتين.. وفي هذا فارق كبير جداً، واختلال واضح لمفهوم توازن القطبين الذي أفاد الكرة الأردنية كثيراً.
الرائع سام دغلس ليس الحل
ما قام به منتخب الأردن لكرة السلة في كأس التحدي الأسيوي لافت للنظر، ويستحق الإشادة به، والبناء حوله لاستعادة بريق اللعبة التي كانت يوماً ثاني أكثر لعبة شعبية في الأردن، قبل أن يتم تحطيمها عن عمد .. أو عن غير عمد؛ والخيار الثاني بالنسبة لي أسوأ!
كما هو متداول إعلامياً، فإن سام دغلس تولى تدريب المنتخب من باب التطوع، وأكثر من تقرير أكد توليه المهمة مجاناً، رغم أنني لم أجد الكثير في الصحف الرسمية عن هذه المسألة، لكن مقربين جداً من الموقف أكدوا لي ذلك، ولكنهم أشاروا إلى أن الأمر تغير بعد بطولة غرب أسيا حيث بات يتقاضى راتباً الآن، مع التشديد “لم أجد شيئاً رسمياً”.
ما تحقق إنجاز، وما فعله سام دغلس رائع، ويجب أن يستمر مدرباً للمنتخب الأردني لكرة السلة، لكن هذا ليس حلاً!
لا يمكنك بناء مشروع حول تطوع شخص، ولا يمكنك بناء رياضة تنتظر إنتاج مواهب بالصدفة، ومتركزة بمنطقة واحدة في الأردن حتى الآن، في حين أن باقي المحافظات والمناطق ما زالت تعتبر كرة السلة لعبة الأثرياء بشكل عام في البلاد.
رئيس اتحاد كرة السلة سامر عصفور اعترف قبل فترة بديون تثقل كاهل اللعبة، وأكد توقعه سدادها في نهاية الشهر الماضي، وهذا جميل. و تحدث كذلك عن اهتمام بمنتخبات الفئات العمرية، وهذا جميل أيضاً …
لكنني أفهم أن كل عملية صناعة تحتاج مواد خام تدخل، وبالتالي أتمنى أن أرى قريباً خطة حقيقية لتوسيع رقعة من يلعبون كرة السلة في الأردن، وبطولات مدرسية تخصهم على مستوى مناطقي، ليكون هناك شريحة أوسع للاختيار كي يمثلوا المنتخب الوطني الأردني.
سناب شات : m-awaad