يوفنتوس والمخاطرة بأسلوب طارق بين زياد !

محمد عواد – سبورت 360 – مستشار الانتقالات، فقرة يومية من موقع سبورت 360 خلال فترة الانتقالات، نناقش فيها أخر أخبار السوق وعلاقتها بالأندية الكبرى في أوروبا.

من القصص غير المتفق عليها في التاريخ الإسلامي، أن الفاتح طارق بن زياد أحرق السفن على شواطىء اسبانيا، وقال “البحر من خلفكم والعدو من أمامكم”، وهذه قصة رغم عدم إجماع العلماء والمؤرخين على حدوثها، فإنها باتت تستخدم كمثال على المخاطرة التي لا تقبل القسمة على اثنين.

بعد مئات السنين من وصول طارق لشواطىء اسبانيا، قرر يوفنتوس السماح لأندريا بيرلو بالرحيل، وكذلك الحال مع كارلوس تيفيز، وختم الأمور بإعلان بيع أرتورو فيدال إلى بايرن ميونخ، وأكد الإداري جيوسبي ماروتا أن الجميع رحل برغبته وبناء على طلبه.

أن يطلب 3 من أعمدة الفريق الرحيل بنفس الوقت، ليست مسألة عادية، ولا بد من وجود أسباب لها تدركها إدارة يوفنتوس وعليها العمل على معالجتها، لكن السماح لهذه الأعمدة بالرحيل هو مسألة أكثر غرابة ولو طلبوا ذلك، علماً أنه ما زال هناك 40 يوماً لحسم بقاء بول بوجبا موسماً أخر من عدمه.

لعب بيرلو منذ وصوله ليوفنتوس دور ضابط الإيقاع والمايسترو، في حين مثل أرتورو فيدال دور المقاتل وقاطع الكرات ونقطة توازن خط الوسط، أما كارلوس تيفيز فلعب مع المدربين كونتي واليجري دور رابط خط الوسط بالهجوم، ولولاه لما لعب يوفنتوس النهائي الأوروبي، فهو الهداف الحاسم المبادر لوحده.

كل ما سبق من أدوار مهمة في كرة القدم .. رحلوا!

يوفنتوس قام بسوق مجتهدة لتعويض معظم هذه الأسماء، فجلب ديبالا وماندزوكيتش، لكنه في خط الوسط لم يقم بعمل عالي الجودة باستثناء تعاقده مع سامي خضيرة، بمراهنة واضحة على رؤية سامي الألماني وليس سامي المدريدي كثير الإصابات ومتذبذب المستوى، ويقال أنه يبحث عن لاعب رقم 10 للتحول الذي يريده أليجري إلى 4-2-3-1.

ماذا لو لم ينجح ديبالا وكانت أهداف ماندزوكيتش قليلة كمعظم مواسمه؟  

ماذا لو فشل سامي خضيرة أو تكررت إصاباته ؟

ما الحل لو لم يستطع ماركيزيو ضبط الإيقاع كما يجب؟

لا أتحدث عن حصول كل ذلك معاً، بل عن حصول أمر واحد فقط مما سبق، فأي خلل بهذه المراكز حساس جداً، وسيهز توازن اليوفي في الناحية الهجومية والتكتيكية.

قد ينجح ديبالا وماندزوكيتش وخضيرة .. عندها لن يذكر أحد الراحلين، لكن لو حصل أي خلل فإن إصلاحه سيكون صعباً ويحتاج لوقت، على العكس مما كان الوضع عليه في وجود تلك الأسماء.

فاليوفي خسر صاحب احصائيات أفضل معدل قطع كرات في أوروبا والرجل الذي قال عنه بوفون “لو ذهبت لمعركة سأخذ فيدال معي”، وخسر الحكيم صاحب الخبرة الطويلة بيرلو، والمهاجم الذي انفجر في يوفنتوس وكان يأتي بأهداف من أنصاف فرص، والثلاثة كانوا قادرين على إيجاد حلول لوحدهم عند حصول أي خلل.

بقاء بوجبا بات ضرورة لا نقاش فيها للحفاظ على شيء من شكل اليوفنتوس المهيمن محلياً، فالوضع الآن بات كمن أحرق سفنه على الشاطىء، وقرر خوض معركة لا خط رجعة فيها!

باختصار .. ما فعله يوفنتوس مخاطرة حتى الآن، لكن الحكم على هذا القرار سيكون في الموسم المقبل.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *