المختار لحمود – في كرة القدم كغيرها من أمور الفانية ، قد لا تحتاج إلى مجهر لكي ترى الظلم الجائر للبعض.
رافاييل فاران أحد أبرز أولائك المخذولين إعلاميا ، فقل بين ظهرنا اليوم من يتحدث عن عطاءات الفرنسي الرائع.
الأسمراني الذي انتقل إلى ريال مدريد بإلحاح من مواطنه زيدان ، ما فتئ ركيزة أساسية في عتادة مدريد ، و صدى صياحه معول عليه كثير لدى الديوك.
فاران هادئ بطبعه واثق الخطوة يمشي ملكا ، إلا أنه يدفع ثمن ثنائيته مع راموس ، فمن يجاور القمر يحجب ضوءه حتى لو كان نجما لامعا ، لكن عزاءه في ذلك أن الفاعل سيرجو ، هذا الأخير كان مصدر إلهام و مرجعا و قدوة لفاران و لغير فاران ، فأخذ صاحبنا منه الروح القيادية و الشراسة الدفاعية… و لكن قبل ذلك كله رافا أمتلك المؤهلات ، موهوب جدا و رزين في أداء عمله على الوجه الأصح.
تألقه مع أسياد العاصمة يختصر في حصده الثلاثية التاريخية لدوري الأبطال ، و العاشرة قبل ذلك ، ضف مرات عديدة : الدوري و الكأس و السوبر الإسباني و السوبر الأوروبي و كأس العالم للأندية .
و دوليا تألق مع بلاده ، و ترجم ذلك في نيل أعظم بطولة رياضية “كأس العالم” 2018 ، كما وصل إلى نهائي اليورو 2016 في ربعه و لكنه خسر الرهان و شبح أدير يلوح في دهاليز ذاكرة الفتى.
ذات مرة هتفوا بأومتيتي و لم تطل الهتافات ، و أشادوا بجون ستونز فاختفى ، و تغنوا بزيد و عمر ، فتراجع الزيد و معه العمر ، ويحهم كيف لهم أن لا يسيروا حبرا في من كان على ما عليه الآن ، مردود رهيب و عمل عجيب مع الاستمرارية بنفس الوتيرة ، سحقا لأقلام لا تقبل أوراقها عند الضرورة المنصفة ، و ما أقبح الظلم!