مصطلح يغزو عقول المدربين .. يهدد المواهب والتقليديين

مفهوم سيغير الكثير في تقييم المواهب

محمد عواد – سبورت 360 – تتطور كرة القدم حالياً بوتيرة غير مسبوقة، فمع صعود نجم الاستحواذ وأفكار جديدة من الضغط العالي، كانت التكنولوجيا تدخل على اللعبة بما توفره من تفاصيل دقيقة، لتخلق مفاهيم جديدة يتم توظيفها كأدوات لدى المدربين.

ومع تحسن الدقة في قياس ما يبذله اللاعب من جهد من حيث التحرك على أرض الملعب، صعد مفهوم مؤثر تدريجياً، ألا وهو مفهوم معدل العمل “Work rate”، والذي يعني بشكله البسيط مدى مساهمة للاعب بملاحقة رتم اللقاء، من حيث جريه على أرض الملعب خصوصاً عندما لا يملك الكرة.

ولقياس معدل العمل هذا عدة معايير، منها الأكثر شمولية كمعيار المسافة المقطوعة من اللاعب خلال اللقاء، لكن منها معايير أخرى أكثر تفصيلاً يحصل عليها المدربون، مثل قياس المسافات المقطوعة في أوقات معينة من اللقاء، أو في أماكن معينة من الملعب.

خلال صعود نجم الاستحواذ والكرة الشاملة من جديد، كانت التقنية متوفرة بشكل أفضل من الحال الذي كانت عليه في صعودها القديم مرتين؛ في عصر كرويف لاعباً ومن ثم كرويف مدرباً، فبات فهم أدوار اللاعبين أسهل هذه الأيام، ولعل أشهر مثال ما فعله تشافي من جري ما يزيد عن 14 كيلو متراً في نهائي مونديال 2010.

امتلاك 12 لاعباً وأسرار أخرى لأهمية هذا المفهوم

لو كان متوسط جري لاعبي الخصم 11 كيلو متراً للاعب الواحد، واستطاع فريقك أن يجري بمعدل 1 كيلو متر إضافي لكل لاعب، فهذا معناها أن فريقك سيجري 11 كيلو متراً إضافياً، أي بمعنى امتلاك الفريق الذي يجري أكثر لاعباً زائداً على أرض الملعب.

عندما يشاهد أحدنا المباراة يقول “هذا الفريق يبدو كأن لديهم لاعباً زائداً”، ومعدل العمل هو السر في هذا الشعور.

ميزة معدل العمل أنه يساعد دفاعياً وهجومياً، يساعد دفاعياً بضمان الكثافة العددية بأسرع وقت ممكن، ويوفر الضغط اللازم في أكثر من منطقة لأن اللاعب يجري خلف الكرة ومنطقة اللعب الفعالة، أما هجومياً، فالمساهمة واضحة بتوفير لاعب إضافي للاستحواذ أو للتواجد في مناطق الخطر.

كما أن رفع معدل العمل يضع ضغطاً دائماً على الخصم هجومياً أو دفاعياً، الأمر الذي يزيد من احتمال ارتكابهم لأخطاء يتم استغلالها بشكل جيد.

زيادة غزو المفهوم لعقول المدربين والنوعية المهددة

الثقة في البداية بالاحصائيات الجديدة لم تكن مطلقة، لكن مع زيادة اقتحام التكنولوجيا لشتى مجالات حياتنا، باتت هذه القياسات أكثر مصداقية، وأكثر قبولاً من الجماهير ثم من قبل المدربين.

ازداد استخدام المدربين في تصريحاتهم لمصطلح “معدل العمل”، فعندما اختلق بالوتيلي خلافاً ليسدد ركلة جزاء مع ليفربول، علق رودجرز قائلاً “ليست المشكلة تصرفه، بل معدل عمله على أرض الملعب”.

وعندما خرج ماندزوكيتش من أتلتيكو مدريد، تحدث سيميوني أن معدل عمل اللاعب لم يكن منسجماً مع معدل عمل اللاعبين الآخرين.

تكرر نفس التصريح من يورجن كلوب عن كريستيان بنتيكي، في حين بعد تألق هازارد الأسبوع الماضي ضد ساوثامبتون، لم يتحدث كونتي عن جودته ومهاراته، بل قال “لقد قدم معدل عمل جيد جداً”.

المهاجم التقليدي مثل ماندزوكيتش لن يكون له وجود مع صعود هذا المصطلح في المستقبل، لأن معدل العمل بات رقماً مهماً، كذلك زلاتان إبراهيموفيتش لو بدأ اليوم كرة القدم لن ينال ثقة مطلقة كالتي نالها في الماضي، لأن هذا المفهوم سيصبح مهماً في تقييم اللاعب. (ركض نفس المسافة التي ركضها الحارس فيكتور فالديس في إياب نصف نهائي الابطال 2010 ضد إنتر ميلان).

المهاريون أمثال هازارد ممن لا يقومون بعمل بدني كبير عند خسارة الكرة، سيواجهون مشاكل أيضاً كلما ازداد هذا المفهوم في السيطرة على عقول المدربين، كما أن اللاعبين أصحاب اللياقة الضعيفة لن يكون لهم وجود ضمن الكبار.

ويقال أن سبب إجلاس يايا توري احتياطياً لحساب سيرجيو بوسكيتس هو هذا المؤشر، وإن لم يكشف جوارديولا عن ذلك، كما أن ديرك كاوت كان اللاعب المفضل لكل المدربين في ليفربول رغم الانتقادات له لمعدل عمله المذهل.

نحن الآن نعيش في مرحلة الجيل المختلط، جيل ما قبل انتشار هذا المصطلح وجيل صعد خلاله، ولكن الجيل المقبل الذي سيبدأ بدخول الفريق الأول هذه الأيام سيكون مختلفاً، سيكون بجميع أفراده مطالبين بمعدل عمل أعلى، ولن يكون هناك لاعب يحمله الفريق، فهذا لن يعني نقص لاعب واحد .. بل لاعبين اثنين لأن الخصم سيركض أكثر!

تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:

 



سناب شات : m-awaad

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *