محمد علي صعب – تعادل ليفربول مع مضيفه برايتون بهدفٍ لكل منهما على أرض برايتون، وإليكم التحليل الفني للمباراة:
بدأ كلوب المباراة بخطة لعب ٤-٣-٣ مع إشراك ثلاثي غير خلّاق للفرص مكون من مينامينو، فينالدوم، و ميلنر. ومع تعدد الإصابات في الفريق، لا يمكن لوم كلوب على هذه الخيارات، لكنه يلام على مركز الياباني مينامينو، حيث أشركه في وسط الملعب مع واجبات دفاعية وهجومية وأوكل إليه مهمة صناعة اللعب بين خطوط الفريق، الأمر الذي لا يجيده الفتى الياباني. فهو لاعب مهاجم يعشق المساحات ويستلم لعب ولا يبني اللعب من الخلف؛ أضف إلى ذلك تعليمات كلوب بالاعتماد على اللعب المباشر لكن باعتماد الكرات الساقطة خلف المدافعين. مينامينو لم يجد التعامل مع تلك التعليمات، فلم نرَ صلاح وجهاً لوجه مع حارس المرمى بسبب تمريرات مينامينو.
# ثلاثي ليفربول الهجومي ولاعب رقم(9 False) !!!
مع غياب صانع الألعاب الصريح عن ليفربول، لا بد أن يتم الاعتماد على اللاعب رقم ( 9 False) كي يتحرك عاموديًا ليخلق المساحات للأطراف. ومع ذلك التحرك العامودي يستطيع لاعب الوسط أن يستند على المهاجم المتراجع الذي يعطي حلولًا ساحرة في تحركه العامودي، حيث يسمح للجناح بالدخول للعمق ويتحرك الظهير للزيادة عبر الأطراف كما ويسّهل أمور الاستلام والتسليم أمام لاعب الوسط غير الخلّاق للفرص. هذا الدور مناط بالبرازيلي فيرمينو لكنه لم يكن على قدر الآمال مما صعّب على صلاح وجوتا وميلنر أمور التحرك والاستلام والتسليم.
# معضلة أطراف ليفربول!
تعودنا على تواجد طرفي ليفربول في منطقة جزاء الفريق المنافس طوال فترات المباراة خصوصا في وقت الضغط العالي الإيجابي. غياب أطراف ليفربول بدا واضحًا في مباراة اليوم، حيث اكتفى الطرفان بالوصول لمنطقة الجزاء ولعب كرة عرضية ساقطة بين أحضان مدافعي برايتون؛ إفتقد ليفربول في مباراة اليوم إلى الدخول القاتل عبر الأطراف ولعب كرة عكسية قصيرة أو ما يسمى ب(Back Pass)، ومعه خسر ليفربول أهم أسلحته الحاسمة.
كيف حاول كلوب التعويض عن تلك الصعوبات عبر الأطراف؟
إعتمد كلوب على دخول صلاح عبر العمق قبل وصوله لمنطقة جزاء المنافس عبر اعتماده على تحركات فيرمينو – إن وجدت! – أو بتقدم أحد لاعبي الوسط. عادة يُعتمد ذلك الدخول لتعويض اللعب عبر الأطراف بمشاركة الأظهرة، لكن الظروف لم تخدم صلاح أو جوتا مع عدم وجود لاعب وسط متقدم يستطيع أن يسدد ويكشف تكتل برايتون الدفاعي.
# قصة هدف جوتا!!!
مع دخول جوتا إلى العمق، انتظر تحرك فيرمينو أو اقتراب أحد لاعبي الوسط لكنه لم يلقَ المساندة المرجوة ورُب ضارة نافعة؛ اعتمد على مهاراته وسجل هدف النقطة الوحيدة.
والى برايتون اليوم:
لعب غراهام بوترز بخطة لعب ٣ – ٤ – ٣ على الورق ، لكنها تحولت إلى ٥ – ٣ – ٢ و ٥ – ٤ – ١ و ٤ – ٥ – ١ خصوصًا في الحالات الدفاعية معتمدًا على إقفال ثلاثة محاور رئيسة ضد ليفربول.
# إقفال المحاور:
المحور الأول: بخطة لعب ٥ – ٣ – ٢ أقفل الأطراف وساعده على ذلك عدم تقدم أطراف ليفربول بالطريقة المناسبة.
المحور الثاني: خطة لعب ٥ – ٤ – ١ مع تواجد رباعي خط الوسط في منطقة برايتون وتقدم أحد المدافعين الخمسة، والهدف منه الزيادة العددية في وسط الملعب لإقفال اللعب بين الخطوط خصوصا من المدافع المتقدم.
المحور الثالث: ٤ – ٥ – ١ والهدف منه الضغط العالي المتوازي على ليفربول حيث يمنع ليفربول من بناء اللعب لكن بطريقة حذرة.
يبدو أن أجواء مدينة برايتون الساحرة لم تلائم تطلعات نادي ليفربول فعاد بنقطة يتيمة في صراع العمالقة.