محمد عواد – سبورت 360 – خطف تشيلسي انتصاراً مهماً بنتيجة 3-1 على مانشستر سيتي، ليواصل به التقدم نحو اللقب بخطى واثقة، لا يبدو أنه من السهل اهتزازها.
نائمو السيتي أكبر خطر على جوارديولا
رغم الخسارة اليوم، لم يظهر الكثير من العيوب بالأداء من حيث العمل الجماعي والتكتيكي على مانشستر سيتي.
كان الفريق هجومياً قادراً على زعزعة أقوى دفاعات البطولة في الفترة الأخيرة، ولو كان أجويرو في يومه لانتهت الأمور من الشوط الأول، ولو فكر دي بروين قبل التسديد لانتهى اللقاء قبل هدف دييجو كوستا.
لكن العيب الوحيد هو ما يمكنني وصفه بقولي “نائمو” السيتي، أي اللاعبون الذين يرتكبون أخطاء من دون أي سبب، فراينا في أول 20 دقيقة مثلاً كرة ضعيفة يخرجها ستونز إلى امام منطقة جزائه، وضعف بالتشتيت من كولاروف كاد يؤدي لهدف، وثم مرت الكرة من فوق قدم ساني كأنه لاعب مبتدىء لتصل موسيس على الطرف ويصنع خطورة، كل ذلك كان في 10 دقائق فقط.
لحظات ضعف التركيز هذه هي العائق الأكبر أمام نجاح جوارديولا هذا الموسم، فسواء بالفرص مطلع الشوط الثاني، أو بأخطاء الجملة في الشوط الأول، أو طريقة التعامل مع كوستا قبل هدف التعادل، هي كلها أمور تعطل أي فكر مدرب.
ثم توتر الخط الخلفي وكأنه المسؤول عن إهدار الفرص، وسمح للبلوز بالتعادل والفوز، في دقائق إهدار ثمينة لجهد مدربهم.
الخط الرابع وفن الرسم
أخيراً، ظهر تشيلسي أضعف من خصمه بعد أن أرعب الجميع وسحق الكثيرين، صحيح أنه انتصر ولكنه كان موفقاً بهذا الانتصار.
جوارديولا صنع الفارق لأنه رجل يقرأ كرة القدم بطريقة الرسم ، أكثر من كونها لاعبين و كرة تجري على الأرض.
جاء بخط هو كان سر التفوق دفاعياً وهجومياً، هذا الخط هو الرابع، حيث لعب بخطة 3-4-2-1 ، وتشكل الخط الوسطي الجديد من ديفيد سيلفا وكيفن دي بروين في الشوط الأول.
الفارق بين فكرة جوارديولا وغيرها من الأفكار التقليدية 4-2-3-1 و4-3-2-1 أنه جعل الخط يتصرف بشكل مستقل، فلم يعتبره جزءاً من خط الوسط كما تفعل خطة 4-3-2-1 ولا جزءاً من العمل الهجومي كما تفعل خطة 4-2-3-1 بشكل عام.
لقد كان لهذا الخط الرابع وظائفه الكاملة، دفاعياً وهجومياً، فكان يبدأ دفاعياً بالتحول إلى 3 مهاجمين مع أجويرو لتعطيل صعود الكرة من قلوب الدفاع، وما إن ينجح البلوز بالصعود، يتحول هذا الخط ليلعب ضد كانتي وفابريجاس، وبالتالي يتفرغ فرناندينيو وجوندوجان لإغلاق المساحات أمام هازارد وبيدرو لو دخلا بالعمق، أو التأمين في حال تم اجتياز هذا الخط الجديد.
هجومياً، لعب الخط الجديد دوراً مميزاً أيضاً، فوجود لاعب واحد فقط في ظهر كانتي يوم مباراة توتنهام خلق مشاكل، فماذا لو لعب اثنان هذه المرة هما سيلفا ودي بروين ،في حين تفرغ أجويرو ليشغل قلوب الدفاع وينتظر صعود نافاس وساني ليشكل تكافؤ عددي على الأطراف 2 لـ 2.
لم يعد مان سيتي مضطراً لاجتياز جدار فابريجاس و كانتي، فالمطلوب فقط تحرك بسيط بظهرهم، فتصل الكرة لدي بروين وسيلفا، وعندها يصعد ساني وسيلفا، ويصبح نقل الكرة للثلث الأخير، ولو قرر كانتي وفابريجاس التأخر أكثر، كان أوتاميندي يصعد بشكل يحرج البلوز ويجبرهم على تحرير دي بروين أو سيلفا.
لم يفهم موسيس والونسو دورهم في الملعب، ولم يعد كانتي يعرف المطلوب منه أن يواجه فرناندينيو وجوندوجان أم سيلفا ودي بروين، وهذه قيمة المفاجأة خلال أول ساعة لعب.
فوضى التوتر غير المبرر ثم سيطرة تشيلسي
لم تكتمل شخصية مانشستر سيتي وإن جاء جوارديولا، مع إضاعة الفرص، توتر الفريق بكل خطوطه، كأنهم باتوا قلقين من دفع الثمن.
انفراد بمرمى شبه خالي، وكرة بالعارضة من دون حارس، أدت إلى شيء من الفوضى في الصفوف، وهنا دفع جوارديولا ثمن خطأه المتكرر، تأخر تدخله عندما يرى الأمور تفسد، رهاناً منه على استعادة التوازن الذاتي.
هذا أمر دفع ثمنه مع بايرن ميونخ مرتين في نصف النهائي، واليوم دفع ثمنه في درس متكرر ننتظر أن يتعلم منه.
التوتر أفسد كل الأفكار الأخرى، اختفى الخط الرابع، واختفى الالتزام بالأدوار، فسيطر تشيلسي حتى النهاية.
دخول وليان
الدقيقة 50 كانت نقطة تحول مهمة في اللقاء، لأنها الدقيقة التي دخل فيها وليان بدلاً من بيدرو، الذي كان يلعب وسط انزعاجات عضلية واضحة، وكان كذلك أسوأ لاعبي تشيلسي.
كان البلوز يعتمدون بالصعود على هازارد، ولأن الأخير لم يكن بيومه من جهة، وكان محاصراً من جهة أخرى، كان السيطرة على تشيلسي سهلاً.
دخول وليان صنع الفارق، لأنه بالأساس صانع ألعاب على الطرف الأيمن، أي ليس بجناح مثل هازارد ولا مهاجم مثل بيدرو، فبات يتحرك بشكل أفضل بين العمق والأطراف، وبات يستلم الكرة لينقلها إلى الأمام.
تحسن تشيلسي تدريجياً مع دخول وليان، وكانت نقطة التحول الثانية هدف التعادل، وعندها انقلب اللقاء رأساً على عقب.
كونتي دفع ثمن النتائج المميزة في أول ساعة ثم انتصر 30 دقيقة
هل كان بيب جوارديولا سيظهر بكل هذا التوتر، وسوف يخلق حلولا جديدة وأفكاراً متقدمة، لو كانت المباراة مع فريق لم يرعب الجميع في الأسابيع الأخيرة؟
صراحة لا أعتقد ذلك، فهو لم يفعل ذلك في بايرن ميونخ ولا برشلونة في مباريات الدوري ولو كانت مهمة، لكن الرعب الذي خلقه البلوز للآخرين، جعل المسألة تحدياً للمان سيتي ومدربه.
بنفس الوقت، دفع كونتي ثمن نجاحاته، بأن خطته باتت معروفة لكثيرين، وبدأ الخصوم بدراستها والبحث عن طرق للتعامل معها، وهو اضطر للالتزام بها لأنها تنجح، فليس منطقياً أن تحاول تعديل فكرة تنتصر، فلن يقبل الجمهور ولا الإعلام ذلك، وقبل ذلك لن يفهم اللاعبون السبب.
دخل تشلسي ككتاب مفتوح إلى اللقاء، في حين أن كثرة تغييرات السيتي هذا الموسم، جعلت التحضير له صعباً ومشتتاً.
كاد تشيلسي أن يخسر، بل أعتقد شخصياً أن السيتي استحق الفوز لولا بعض الأخطاء التحكيمية والتوتر غير المبرر، لكن يؤخذ للبلوز أنهم استوعبوا الصدمة، وقلبوا الأمور وخطفوا الانتصار، لكنها مباراة فيها درس مهم لكونتي أنه ربما بدأ الآخرون يفهمونه خطته.
في الساعة الأولى انتصر مانشستر سيتي، لكن في آخر 30 دقيقة تفوق تشيلسي بوضوح، تفوق بدنياً وتكتيكياً وذهنياً، وكان أنطونيو كونتي المستثمر الناجح، حيث استطاع الاستفادة من نصف ساعة لهزم ساعة كاملة لأصحاب الأرض.
تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:
سناب شات : m-awaad