سعيد خليل – “كان يريد فريقًا تنافسيًا، والأن لا اعتقد أنَّ هناك فريق تنافسي اكثر مننا، ليس لديه أي عذر ليفكر في الرحيل”.
كانت هذه كلمات ناصر الخليفي عن كيليان مبابي في مؤتمر تقديم ليونيل ميسي، كلمات حقيقية للغاية ومنطقية للغاية، فلماذا قد يرغب لاعب في الرحيل عن فريق هو الأفضل على الورق في كل اوروبا، والأكثر حظوظًا بأي بطولة ممكنة، والأكثر دفعًا للأموال لنجومه؟
في الواقع لا يتعلق الأمر بالمال، لأنَّ ما سيحصل عليه مبابي إن بقيَّ في باريس أكبر بكثير من الَّذي سيحصل عليه في مدريد، ولا يتعلق بالنجوم لأنَّ تشكيلة باريس الحالية لا يوجد تشكيلة في العالم تضاهيها من حيث الأسماء والجودة، وحتمًا لا يتعلق بالمشروع، لأنَّ جلب ليونيل ميسي وسيرخيو راموس في صيف واحد يكفي للإجابة عن مدى قوة المشروع في باريس.
مبابي يريد الرحيل لأنه يريد أن يحقق حلمه، أن يرتدي ذلك القميص، ويأخذ مكان اللاعب الَّذي كانت صوره تزيِّن غرفة نومه حين كان صغيرًا، صاحب الرقم 7، واول قدوة له، وها هو اليوم، يفعل كل شيء يجب فعله حتى يصبح الحلم واقعًا، فهل يمكن القول أنَّ هذا هو القرار الصحيح؟
لا احد يدري، الأيام ستكشف لنا، بالنهاية هذه الخطوة ربما تكلفه الكثير، وربما تكون نقطة التحوُّل في مسيرته، كل الاحتمالات واردة، ولكن مهما كانت النتيجة، تضحية مبابي بكل هذا، وسعيه وراء تحقيق حلمه بغض النظر عن مغريات الطريق، هو أمر ملفت ومبهر، ويجعل كل دقيقة يقضيها المشجع المدريدي في انتظاره، تستحق ذلك جدًا.
قد لا يملك مبابي عذرًا للرحيل عن باريس كما قال الخليفي، ولكنه يملك حلمه، وهذا أقوى من أي عذر.