محمد عواد – كووورة – قاد الأسباني باكو الكاسير فريقه فالنسيا لصدارة الدوري الإسباني لأول مرة منذ 3 سنوات، وذلك عندما سجل هدف الافتتاح في مرمى غرناطة، في المباراة التي إقيمت بالجولة الخامسة بالليجا، وانتهت بفوز فالنسيا بثلاثية نظيفة، ليرفع رصيده إلى 4 أهداف ويضع الخفافيش في الصدارة برصيد 13 نقطة.
باكو الكاسير، اسم بدأ يظهر الموسم الماضي مع كثرة تحركاته الإيجابية داخل منطقة الجزاء، وإن كانت أهدافه قليلة الموسم الماضي (6 أهداف في بطولة الدوري)، فإنه هذه الموسم وصل إلى 4 أهداف من 5 مباريات، ويبدو في طريقه لتحقيق رقم شخصي ممتاز.
صحيفة “ماركا” أشادت بالمهاجم الشاب البالغ من العمر 21 عاماً، فقالت عنه “إنه في علاقة حب مع الشباك، يسجل في كل لقاء وإشبيلية الناجي الوحيد منه حتى الآن، إنه بدأ شاباً مع فالنسيا ويسير على خطى خوان ماتا”.
مشاهدة أهداف باكو هذا الموسم تجعله اللاعب المؤهل الوحيد لتسجيل معظمها، فقدرته على التسجيل سريعاً خلال الشوط الأول تفيد فريقه، كما أنه يسجل من أنصاف الفرص، ويحب المحاولة بشكل يفاجىء حراس المرمى عادة، وهذا ما يضفي على أهدافه شيئاً من التقدير .. وشيئاً من الرومانسية.
منذ أن بدأ يلعب مع فالنسيا بشكل مستمر الموسم الماضي، يظهر باكو نضجاً سريعاً للغاية، فهو يتطور من لقاء إلى لقاء سواء من حيث التمركز أو حسن التصرف، كما أنه ينضج بشكل ممتاز على مستوى العمل الجماعي مع الفريق، فأولويته التسجيل كمهاجم، وخدمة الفريق بإتاحة المجال لغيره أيضاً كي يسجل لو كان في وضعية أفضل منه.
استفاد باكو هذا الموسم من التغييرات الكثيرة التي أجراها فالنسيا على كافة خطوطه، فهو يملك الآن تمويلاً أفضل داخل منطقة الجزاء، ونشاطاً وكثافة خط الوسط تجعله أقل مسؤولية في النواحي الدفاعية، فهو ليس السبب الوحيد بصدارة فالنسيا المبكرة، لكنه عنصر من عناصر عديدة خلقت هذه البداية القوية.
يلعب باكو مع فالنسيا منذ عام 2005، حيث بدأ هناك في أكاديمية شبابهم قبل الصعود للفريق الثاني عام 2009، وبعد أن أعطى مؤشرات إيجابية عن قدراته تمت إعارته لخيتافي في موسم 2012-2013، ثم عاد ليستمر مع الخفافيش.
باكو مثل منتخب اسبانيا للفئات العمرية من تحت 16 سنة إلى تحت 21، وتعرض لبعض الظلم حسب رؤية محبيه لأنه يلعب مع فالنسيا مع تفضيل واضح لاختيار لاعبين شباب من ريال مدريد وبرشلونة، وفي عام 2014 أصبح باكو لاعباً دولياً لمنتخب اسبانيا، فخاض مباراتين بقميص الماتادور وسجل هدفاً.
نادي فالنسيا أعلن بداية هذا الموسم أنه رفض عرضاً من فولفسبورج الألماني لبيع باكو، كما أنه رفض عرضاً آخر من نادٍ إيطالي لم يسمه، ومن الواضح أن الخفافيش مع تحسنهم التدريجي على المستوى المالي سيحاولون التمسك بباكو لأطول فترة ممكنة حتى يأتي العرض الذي لا يمكن رفضه.
ويشير موقع ترانفسير ماركت المختص بسوق الانتقالات إلى تضاعف قيمة باكو خلال عام واحد بما يقارب 5 مرات، حيث تقدر قيمته السوقية الآن بـ 11 مليون يورو، ولكن هذه القيمة لا تعني المبلغ المطلوب للتخلي عنه، فبعض التقارير الإنجليزية تتحدث عن 30 مليون يورو لإقناع فالنسيا بالتخلي عنه.
في ظهوره الرسمي الأول مع منتخب اسبانيا تم وصف باكو الكاسير بـ”المزعج جداً” من قبل صحيفة الديلي ميل، وكانت الصحيفة الإنجليزية تقصد تحركاته الكثيرة داخل منطقة الجزاء، ومحاولة الجري بشكل يساعد زملاءه على أن يجدوه.
ومن إزعاجات باكو أنه قد يحاول في الوقت الذي لا يتوقع منه الدفاع والحارس ذلك، كما أنه مقاتل شرس داخل منطقة الجزاء، وهي مواصفات تجعله يحقق أكثر مما يمكن التنبؤ به.
البعض شبهه بخوان ماتا، وآخرون رأوا فيه ديفيد فيا جديد، ورغم أن الوقت ما زال مبكراً للحكم على ما سيصل إليه هذا الخفاش الشاب، فإن هناك موهبة وإمكانيات واضحة قد يتحدث عنها الجميع قريباً.