محمد عواد – من الأرشيف – سوبر – هناك كتب تقرأها وتذكر منها جملة واحدة فقط ولكنها تغني عن 10 كتب أخرى، وذلك هو حالي مع كتاب “كيف تصبح قائداً” والجملة التي أذكرها كانت “عبر عن نفسك”، وفي ذلك الكتاب كان التركيز كله يدور على تلك الجملة القصيرة التي تم وصفها بأنها سر القيادة الناجحة.
واليوم في حلقة الرياضة والإنسان أريد التوقف مع أهمية التعبير عن النفس وانتقاء بعض الأمثلة، ولأن الإعلام هذه الأيام يكشف أكثر ما يجري في بيت برشلونة وريال مدريد من غيرهما فإنني أرى اختيار برشلونة مثالاً على هذه الجملة أمراً مساعداً لإيصال الفكرة.
فمما كشفه زلاتان إبراهيموفتش في كتابه أن ليونيل ميسي توجه في موسم 2009-2010 إلى بيب غوارديولا وطلب منه تغيير دوره في الملعب، وبرر الأرجنتيني ذلك بأنه لا يشعر بالراحة في مركزه الحالي الذي كان جناحاً أيمن بشكل مطلق، بالنسبة لزلاتان كان ذلك دلعاً واعتداءً على حقوق الأخرين، وبالنسبة لغوارديولا كانت تلك وجهة نظر أخذ بها، وبالنسبة لميسي كان تطبيقاً حرفياً لجملة “عبر عن نفسك”، ومن يومها لم يتوقف الفتى الأرجنتيني عن تقديم سحر وحسم لا يوصفان.
ولو توجهنا إلى لاعب أخر تطور كثيراً هذا الموسم عما كان عليه في الموسم الماضي، والكلام عن سيسك فابريغاس الذي بدأ هذا الموسم بشكل سيء أيضاً، لكن تدريجياً عاد وأصبح الآن أفضل صانع أهداف في الدوري الإسباني وأحد أهم لاعبي برشلونة، وتحليل بسيط لما جرى نرى تغييرا بسيطاً في مركزه وجعله يلعب حيثما طلب بتصريحاته العلنية “الضمنية” جعله يعطي أفضل ما لديه.
إنك في هذه الحياة مركزها، وكل المطلوب منك أن تعبر عن نفسك بالعمل والكلام، لا ترضى أن يعبر الأخرون عنك، أو أن تفعل ما يرضيهم فقط وتنسى نفسك، كل المطلوب أن تعرف ما تريد ثم توضح وجهة نظرك وتسعى من أجل أهدافك، واعلم أنك لو وافقت على فعل ما لا يؤدي إليها فإنك ستصبح ما لا تريده!
