هناك من يحلم بفرصة واحدة فقط!

محمد عواد – من الأرشيف – سوبر – كنت اطلع على مقابلة النجم اللبناني يوسف محمد التي أجراها مع موقعنا أبو ظبي الرياضي، لفت انتباهي إجابته عن تساؤل بخصوص الأفضل بين آرين روبن وفرانك ريبيري، فقد أوضح بأن اللعب ضد الاثنين مزعج للغاية، لكن كل لاعب سيطلب مواجهتمها لأنها فرصة لإثبات الذات لا تسنح كثيراً للاعبي كرة القدم.


قفز عقلي مباشرة عند سماع هذا الجواب إلى حال أكبر النجوم، فأنا أرى ميسي ورونالدو وروني وغيرهم يتحسرون لسنوات على ركلة جزاء لم تحتسب، يتذمرون من لاعب لم يمرر لهم، يطالبون بالرحيل من أجل نصف مليون يورو وأجرهم يزيد عن العشرة ملايين، يصابون بالجنون لو لم تضعهم الصحافة في الواجهة، ويضغطون عبر وكلاء أعمالهم بشكل لا يمكن إنكاره ليكونوا في الواجهة دوماً.


الفرق بين الصنف الأخر الذي يعيش في أعلى النجومية والصنف الذي يبحث عن مباراة واحدة ليثبت وجوده هو حال البشرية بشكل عام، هناك من يملك 1000 فرصة في السنة ويغضب لو ضاعت منه الفرصة رقم 1001 في حين أن هناك من يرقص فرحاً لنصف فرصة تسنح له، فعدم الشعور بالأخر كارثة هذا العالم.


قد ينجح بلاتيني بتطبيق قانون النزاهة المالية بين الفرق، لكن لن ينجح أحد أبداً بتطبيق قانون النزاهة بين اللاعبين، ذلك لأن المسؤولين أنفسهم عندما يصلون إلى أعلى قمة سيفكرون مباشرة بعقلية الغاضب عند ضياع الفرصة رقم 1001، فيبقى المسكين المظلوم سعيداً بفتات الفرص.


أقتبس هنا كلاماً من زميلي نبيل اليعقوبي عن اللاعبين النجوم المبالغين بالتمثيل، وهو كلام شاهده في إحدى المقابلات مع لاعب فريق متوسط للأسف نسيت اسمه ويقول فيه “على النجوم الكبار أن لا يمثلوا، هم لا يعرفون حجم الضغط الذي نحمله لمجرد التفكير بأننا نواجههم، نحن نتعذب في كل دقيقة لإيقافهم … وبعد كل ذلك، يمثلون!”.


النجوم الممثلون هم من يسرقون نصف الفرصة وهم أسوأ من الحريص على أن يبقى في الواجهة فقط قاتلاً كل فرص الأخرين!



تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *