مروان كريم – لا يختلف إثنان على تفوق الكرة الإنجليزية مؤخراً على نظيرتها الإسبانية، فالمواجهات المباشرة أصبحت تكشف بطئ أندية الليغا وعدم مجاراتها للنسق السريع الذي تفرضه بقية الأندية الأوروبية وخاصة الإنجليزية منها.
تفوق يمكن تفسير أسبابه من وجهة نظر إدارية قبل الرياضية:
على المستوى الإداري، عرفت إنجلترا خلال السنوات الماضية هيكلة إدارات الأندية وفق نظريات حديثة تقوم على استقلالية القسم الإستراتيجي، الاقتصادي والرياضي، مع التنسيق الدقيق في اتخاذ القرارات بين مختلف المتدخلين، كل حسب اختصاصه.
هذا النهج الإداري المحكم، كان له انعكاس واضح على أرضية الملعب.. حين بدأت الأندية تقدم مجالا مغرياً لبناء وريادة مشاريع رياضية مستقرة جعلتها قادرة على استقطاب خيرة المدربين والتقنيين، حاملين معهم أحدث الأفكار الفنية.
الشيء الذي جعل الدوري الإنجليزي القبلة المفضلة لكل المواهب والنجوم، بل تطور الأمر ليشمل اللاعبين الراغبين في إنقاذ مسيرتهم بعد الفشل في إسبانيا تحت الضغوط الإعلامية هناك.
هذا التجمع جعل الفرق الإنجليزية تتفوق بشكل واضح في سرعتها الجماعية بسبب كفاءة المدربين وتنوع مذاهبهم الكروية، فضلاً عن التفوق في السرعة الفردية نتيجة كثرة المواهب التي تتميز بالسرعة في الركض والمراوغة.
لذلك أعتقد أن الهيكلة الإدارية للأندية الإسبانية، القائمة على تجمع كافة السلط في يد رئيس النادي وانفراده بالقرارات الرياضية والمالية، أصبحت متجاوزة ولا تساير تطور صناعة كرة القدم.
فربما نشهد توجه قطبي إسبانيا لتبني النموذج الإنجليزي بعد إنتهاء حقبة لابورتا وبيريز، رغم أن ملكية الناديين تعود للمنخرطين، حيث قدمت لنا الانتخابات الرئاسية للبارسا مثالاً عن إمكانية حدوث ذلك، بتقديم المرشح فيكتور فونت رؤية تصورية لإدارة جديدة تتخذ تجربة مانشستر سيتي نموذجاً يحتذى به، يهدف للحد من تدخلات الرئيس في الشؤون الرياضية، تأطير قراراته في الجانب المالي واقتصار صلاحياته على الجانب الاستراتيجي.. ولنا في فترة رئاسة بارتوميو للبارسا خير مثال.