محمد عواد – كووورة – أعلن نادي برشلونة يوم أمس تعاقده مع جيريمي ماثيو جاعلاً منه أغلى مدافع فوق 30 سنة في التاريخ، حيث دفع ما يقارب 20 مليون يورو لنادي فالنسيا.
جيريمي ماثيو، قضى معظم حياته كظهير أيسر ولاعب خط وسط جناح بمزايا دفاعية، حتى قرر مدرب أتلتيك بلباو الحالي فالفيردي تجريبه في مركز قلب الدفاع قبل عام ونصف، ومن يومها أثبت قوته في ذلك المكان وبات ركيزة لفالنسيا هناك الموسم الماضي رغم رحيل فالفيردي.
ويتساءل كثيرون عن سر تمسك لويس انريكي بالصفقة، وعن سبب ما يقال من طلبه عدم التعاقد مع ديفيد لويز أو ماتس هاملز، وإعطاء المدافع الفرنسي الأولوية، وذلك رغم إجماع العالم على أن جودة ماثيو كقلب دفاع متوسطة وليست بجودة وخبرة آخرين استغنى عنهم انريكي في السوق.
الصفقة الغامضة التي تمسك بها انريكي يبقى سرها عنده، لكن ذلك لا يعني عدم الانتباه إلى أمور سيقدمها جيريمي لبرشلونة، فهو لاعب بشخصية قتالية افتقرها النادي الكتلوني الموسم الماضي، كما أنه صاحب طول سيساعد في الكرات الهوائية الدفاعية وبنفس الوقت في الأفكار الهجومية في الكرات الثابتة أو عند تقدمه عند الحاجة لتعويض النتيجة.
ويتميز ماثيو أيضاً بقدرته على اللعب في عدة مراكز في خط الدفاع مما يعطي برشلونة عمقاً كبيراً في التشكيل، كما أنه سيساعد انريكي على التحول من 4-3-3 إلى 3-4-3 بأقل عدد ممكن من التبديلات أثناء المباراة، والنقطة الأهم أن ماثيو سيقبل بهدوء بنظام المداورة.
كل تلك الإيجابيات قد تكون خلف إصرار مدرب سلتا فيجو السابق على جلب جيريمي ماثيو، لكن هناك أفكار مخالفة تجعل الحكم على الصفقة متوقفاً حتى انطلاق الموسم، فماثيو لأول مرة يخوض تجربة مع فريق بحجم برشلونة مطالب بالهجوم والانتصار في كل مباراة، كما أنه لأول مرة سيلعب مع فريق يعشق الدفاع المتقدم القائم على الضغط، وهي أمور جعلت البعض يشكك بقدرته على النجاح فيها.
كما أن نجاح ماسكيرانو المذهل في كأس العالم، ونجاحه من قبل مع بيب جوارديولا في مركز قلب الدفاع خلال المباريات المهمة، يجعل السؤال “هل سيجلس ماسكيرانو احتياطياً؟”، أم “سيجلس بوسكتش احتياطياً”، أم “سيلعب بوسكتش وماسكيرانو في خط الوسط معاً.. وعندها لماذا تم شراء ايفان راكيتيتش مقابل 18 مليون يورو (مع أنظمة حوافز ترفعها إلى 25 مليون يورو)؟”.
الشيء الأكيد رغم كل هذا الغموض أن لويس انريكي ذاهب لتطبيق شيء من نظام المداورة، وهذا ما تفسره بعض الصفقات إضافة إلى رغبته بالحفاظ على بعض اللاعبين رغم عدم نيته الاعتماد عليهم كثيراً مثلما حصل مع تشافي هرنانديز.
صفقة المدافع الفرنسي لها وعليها كما يبدو مما قدمناه، ولن يتم حسم الجدل حولها إلا عند بدء الموسم، فما زال هناك شهر وأسبوع لنهاية السوق، وربما جلب برشلونة مدافعاً آخر أعلى جودة وأصغر عمراً سينهي الجدل حول سبب قدوم ماثيو لأنه سيكون لحظتها لتعزيز العمق، لكن الاكتفاء به سيجعله تحت ضغط كبير مع انطلاقة الموسم المقبل لإثبات صحة رأي مدربه بالاعتماد عليه.