سعيد خليل – في الوقت الَّذي كان فيه الناس يراهنون على أنَّ محمد صلاح هو طفرة الموسم الواحد، أو ما يسمى بال “One Season Wonder”، كان محمد مشغولًا بتطوير نفسه ومهاراته حتى وصل إلى مستوى عالمي بما تحمله الكلمة من معنى.
بيب غوارديولا نفسه بعد المباراة الأخيرة خرج وقال عن صلاح: ” قد يكون أفضل جناح شهده الدوري على الإطلاق، واللاعب الأفضل في العالم حاليًا، لا أحد يفعل ما يفعله.”
وبمناسبة جملة بيب الأخيرة، دعنا نضع وصفًا واضحًا لما يفعله صلاح.
صلاح هو لاعب جناح، ليس على الورق فقط، بل حتى في الملعب.
انه دائمًا على الطرف، يستلم الكرة من هناك، ومن بعد ذلك يبدأ في شن غاراته متقدمًا نحو العمق. والأن، دعنا نسأل.
أي جناح في العالم لديه أرقام صلاح التهديفية؟
لا أحد، لا أحد قريب منه حتى.
وحتى ندرك حجم الإنجاز، أن تحقق أرقامًا خيالية في البريميرليغ، وتحطم أرقامًا قياسية، ويصبح اسمك مجاورًا لأسماء مهاجمين تاريخيين في اللعبة، وأنت جناح ولست رأس حربة، هذا جنون.
والأن، دعنا ننتقل للنقطة الثالثة والأخيرة.
كيف استطاع محمد أن يحقق كل هذه الأرقام؟
الإجابة البديهية لهذا السؤال هي أنَّ محمد لاعب عظيم، وهو أمر صحيح حتمًا.
ولكن الأمر لو كان مقتصرًا على الإمكانيات، لحقق الكثيرون ما حققه صلاح، إلا أنه يوجد فرق مصيري بين هؤلاء وبين محمد، وهي الرغبة.
الشراسة الَّتي يمتلكها صلاح تجاه المرمى استثنائية ونادرة، تشعر أنه في بحث دائم عن الهدف، متعطش دائمًا وغريزته التهديفية غير قابلة للضبط، أكثر لاعب قريب من كريستيانو رونالدو في هذه النقطة تحديدًا، وهو أمر لو تعلمون عظيم.
ختامًا، في حال كنت تحب صلاح، او في حال كنت تكرهه، الأمر يعود لك، ولكن إياك أن تفوِّت فرصة للتفاخر به، لأنَّه بالنسبة لما حققه اللاعبين العرب في اوروبا سابقًا، صلاح في مكانة مختلفة كليًا.
