محمد عواد – كووورة – أعلن ستيفن جيرارد رحيله عن ليفربول، وأكد في ذات الوقت أنه أخذ أصعب قرار في حياته، كاشفاً أن وجهته لن تكون إنجليزية لأنه لن يستطيع اللعب ضد ليفربول، وفي ذلك تلميح قوي لموقف لاعب قورن كثيراً به، واحتار الجمهور الإنجليزي بالأفضل فيما بينهما؛ فرانك لامبارد.
تاريخ حافل .. لا نقاش فيه مع الريدز
غياب ميدالية بطولة الدوري الإنجليزي عن ستيفن جيرارد لا يقلل أبداً مما فعله اللاعب لناديه، فهو الأيقونة التي ساهمت بالعودة، والأمل الذي جعل الجماهير تواصل ترديد “لن تمشي وحدك أبداً” رغم كل الإخفاقات والصدمات، وهو الثابت في ظل تغير كل الأسماء من حوله.
695 لقاء حتى اللحظة سجل خلالها 180 هدفاً بالقميص الأحمر، ولعب في كل المراكز التي طلبها منه المدربون، ولم يعرف عنه أي خلاف أو حملة داخلية ضد أي مدرب كان على العكس من أسماء كبيرة أخرى في انجلترا، فكان وفياً للشعار، محترفاً بكل ما للكلمة من معنى.
زحلقة وصناعة هدف لسواريز ثم رحيل
أسطورية جيرارد للليفربول يقابلها مسيرة عادية جداً مع المنتخب الإنجليزي، وبدلاً من أن يرحل بوقت مناسب عن منتخب الأسود الثلاثة، فقد قرر الرحيل بعد الإخفاق المخزي في كأس العالم، وصناعته لهدف فوز الأرجواي الذي سجله لويس سواريز، الذي كان سبباً بخروج منتخب بلاده مبكراً.
يوما ما، صنع جيرارد هدف الفوز لتشلسي على فريقه، وفرحت جماهير الريدز بذلك الخطأ، لأنه مرر الكرة الدروجيا عن طريق الخطأ، وجعل البلوز ينتصرون ويحصلون على لقب الدوري في النهاية، الأمر الذي حرم خصمهم التاريخي مانشستر يونايتد من الظفر باللقب.
على كل حال، تكرر نفس الخطأ، وأمام تشلسي، لكنه كان مؤلماً للغاية هذه المرة، فقد تزحلق وحرم ليفربول ونفسه اللقب، فأجبر لويس سواريز على البكاء في النهاية، ومع بداية هذا الموسم الكارثية وأداء سيء منه على المستوى الشخصي، قرر ستيفن جيرارد الرحيل عن ليفربول، لتكون ردة الفعل على خروجه من الريدز أقل بكثير مما يستحقه.
قد يكون ستيفن جيرارد اختار القرار الصحيح في الماضي عندما رفض الانتقال إلى تشلسي، ورفض أي اهتمام قادم من اسبانيا بعد ذلك، لكنه اختار الوقت الخاطىء للرحيل مرتين؛ مرة عن المنتخب ومرة عن ليفربول، فجلوسه احتياطياً مع الريدز لموسم آخر في ظل تراجع قدراته البدنية، كان حلاً وسطاً للجميع، فيرحل لاحقاً بطلاً من دون أي جدل بدلاً من الرحيل مع هذه المشاعر المتضاربة.