مقال الاثنين : هل ارتكبت فرانس فوتبول الخطأ لقاتل؟


محمد عواد – الكرة الذهبية، تلك الجائزة العريقة التي أطلقها مجموعة من الصحفيين في مجلة فرانس فوتبول، وتحولت مع الزمن لتكون أهم ما يسعى له لاعب كرة القدم في مسيرته، ويفتخر بها كل من لمسها، فقد حفظ التاريخ اسمه بأنه كان يوماً ما”الأفضل”.
ارتكبت فرانس فوتبول في 2010 خطأ تراجعت عنه، فقد أغرتها ملايين “فيفا” لتعلن عن دمج جائزتها العريقة مع جائزة أفضل لاعب في العالم، ما أعطى الاتحاد الدولي لكرة القدم لأول مرة سلطة على الجائزة الفردية الأهم، ويقال أن فرانس فوتبول انسحبت في 2015 عندما شعرت بالتهميش الكبير إعلامياً.
مرت السنوات، جائزة الأفضل من فيفا تكتسب زخماً إعلامياً مدعوماً بسيولة مالية هائلة ورعاة كبار لفيفا، وفرانس فوتبول تحاول البقاء بالصورة قدر الاستطاعة، حتى جاءت الضربة الثانية متمثلة بجائحة كورونا، وإعلان المجلة إلغاء الجائزة لعام 2020.
فيفا الذي أعلن سابقاً عن تجميد جائزته لهذا العام، وجد في ذلك فرصة ذهبية، عاد وأعلن مسابقته، جمع الأصوات سريعاً، فأعلن ليفاندوفسكي أفضل لاعب في العالم، وكلوب أفضل مدرب، ونوير أفضل حارس، وظهر منفرداً بالسوق.
العالم كله الآن يتحدث عن ليفاندوفسكي كأفضل لاعب في العالم، لا أحد قال “لكنه لم يفز بالكرة الذهبية”، الجميع متفق على شرعية الجائزة، والجميع يراه أول بولندي يفوز بالجائزة، وكأن في ذلك امتداد لتاريخ الكرة الذهبية، لكنه أصبح في رصيد فيفا.
اختفاء الكرة الذهبية هذه السنة، مكن فيفا من الانفراد لسنة كاملة بكونه مرجع الأفضلية العالمية، وقد يقول أحدهم “لكن فرانس فوتبول تملك التاريخ”،فأقول “هذا لمن بدأ حياته بوجودها”، أما شاب عمره 13 سنة بالتأكيد يفضل اعتماد فيفا، فالأخير يملك إعلاماً أقوى وترويجاً أفضل وحفلاً أكبر أيضاً
قبل 5 سنوات عند الانفصال بين الجائزتين، كتبت مقالاً حول إن فرانس فوتبول لا تستطيع منافسة فيفا على المدى الطويل لاختلاف الميزانيات الهائل، وأنها ستكون أمام خيارين، الاتحاد مع شبكة إعلامية عالمية كبرى لتزيد من قوة تأثيرها، أو بيع الجائزة بتاريخها وتصميمها إلى فيفا بمبلغ منطقي.
وأعتقد أن الخيار الثاني بعد الجائحة صار أقوى، فالإعلام وقطاع النشر يعاني اقتصادياً، إذ تراجعت الاشتراكات وتراجعت الإعلانات، ولا ينقصنا إلا أن نرى الخطوة التالية تحدث.. أكرر شخصياً أعتقد أن 2020 كان عام الحسم في سباق “القوة المالية” مقابل “الإرث”، ويبدو أن الأولى تنتصر دائماً.

تابع الكاتب في شبكات التواصل :

انستاجرام : @mohammedawaad




Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *