محمد عواد – سبورت 360 – حالة من الهلع في صحف العالم كله، تتحدث عن رحيل لاعبي برشلونة واحداً تلو الأخر، وبدأ الأمر بالكلام عن شتيجن بصفته احتياطياً ويعاني من بعض المشاكل، لكن المسألة تطورت لتصل إلى نيمار وميسي.
يوم أمس كان النقل عن عدم استبعاد عودة لويس سواريز إلى الدوري الإنجليزي، وما زالت الصحف تتحدث عن عروض مجنونة لنقل نيمار إلى ريال مدريد أو مانشستر يونايتد، في حين يخرج كل شهر نبأ عن اهتمام مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان بالتعاقد مع ليونيل ميسي.
سيرجيو بوسكتش مطلوب أيضاً لبيب جوارديولا لو ذهب لمانشستر سيتي، في حين أن ماسكيرانو قد يرحل للدروي الإيطالي، ونعرف أن شتيجن سيلعب مع ليفربول الموسم المقبل بسبب يورجن كلوب، في حين أن جيرارد بيكيه قد لا يطول مكوثه في برشلونة باحثاً عن عرض مالي أفضل كما يقولون، حيث يطلبه عدة فرق إنجليزية على رأسهم مانشستر سيتي وتشيلسي.
مجموعة من الإشاعات تطال كل لاعب من لاعبي برشلونة .. ليكون العنوان الأسهل عليهم ” متى سيتم بيع برشلونة في المزاد العلني ؟؟”
قد نفهم نبأ واحد يتعلق بنيمار مثلاً، ونربطه بغايات الحصول على عقد أفضل، وكونه كنزاً تجارياً تتنافس عليه الشركات الأهم في عالم الرياضية، وبالتالي فهي قد تساهم بشراء اللاعب مع الأندية الجاذبة مثل مانشستر يونايتد أو ريال مدريد، في حين أن يكون الحديث خلال شهرين فقط عن ما يقارب 7 من اللاعبين الفائزين بالخماسية فالأمر يتحول لهلوسات، وليس لعبة وكلاء أعمال.
السبب في ذلك .. الإعجاب
عندنا سيطر مسلسل Friends الأمريكي الكوميدي الشهير، ورغم نجاح المجموعة بشكل مذهل مع بعضهم البعض، أراد الناس رؤيتهم على انفصال، أي بات البعض يتحدث عن ضرورة رؤية فلان لوحده والآخر لوحده، وبدأ الانتقاص من نجاح السلسلة الشهيرة التي أضحكت كثيرين، بحجة أننا لم نشاهد أي منهم لوحده.
الآن تركيبة برشلونة الجماعية ليس لها مثيل في عالم كرة القدم، واللافت في الأمر أن تغيير المدربين لم يهز أبداً من ثبات هذه العلاقة، وانضمام نيمار وسواريز وايفان راكيتيتش بكل سلاسة إلى المنظومة، وقبول البعض بلعب دور الرجل 12 من دون مشاكل، يجعل البعض في مواجهة نفس منظومة مسلسل Friends!
فالعالم يريد أن يرى ميسي وحده مثلما يقولون “ليلة باردة في ملعب بريطانيا”، كما أنهم يحبون رؤية نيمار لوحده وإلى أي مدى يستطيع تحدي ليو على الكرة الذهبية، الأمر الذي ينطبق على باقي الأسماء مثل أدوار بوسكتش التكتيكية أو تميز بيكيه بالصعود بالكرة، وهذا يأتي كله من باب الإعجاب أكثر من محاولة البعض تفسيره كنظرية مؤامرة وحرب على برشلونة.
وضع ما يقارب 15 نجماً في العالم من أصل أفضل 25 في فريقين فقط أمر لا يروق لكثيرين، ويبدو كمسألة حصر اللعبة في عدد قليل من الفرق، الأمر الذي يشجع البعض على تخيل ما يجعل كرة القدم أكثر تشعباً وامتداداً، فليس صحيحاً أن الجمهور العربي فقط مهووس بريال مدريد وبرشلونة، فشبكات التواصل الاجتماعي حول العالم، وقيمة العلامة التجارية والدخل يعكسان أن المسألة باتت .. “كونية”.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: