محمد عواد – سبورت 360 – ليس صدفة ما يحدث مع أستون فيلا في الدوري الإنجليزي، فالفريق الذي يحتل المركز الأخير حالياً في البريميرليج يبدو في طريقه إلى الهبوط، عن جدارة واستحقاق بكل ما للكلمة من معنى إن لم يقم بثورة مفاجئة، حيث الفارق بينه وبين مركز 17 الذي يضمن له البقاء 10 نقاط!
تاريخ مجيد
يحمل أستون فيلاً تاريخاً مجيداً، حمل خلاله لقب الدوري 7 مرات كان آخرها موسم 1980-1981، كما أنه فاز بلقب دوري الأبطال موسم 1981-1982 عندما هزم بايرن ميونخ بهدف نظيف، ولا بد من ذكر 7 كؤوس اتحاد إنجليزي و5 كؤوس رابطة.
ويعود أخر لقب احتفل به أستون فيلا إلى موسم 1995-1996، وذلك عندما توج بلقب كأس رابطة المحترفين بسحقه ليدز يونايتد 3-0، أي قبل 20 عاماً بالتمام والكمال.
نظرية الضفدع المغلي
الضفدع المغلي قصة شائعة تقول إن الضفدع سيقفز مباشرة عندما يوضع في ماء يغلي، لكن إذا تم وضعه في ماء معتدل ثم تم رفع درجة حرارته ببطء شديد، فإن الضفدع سيبقى هادئاً منتقلاً من حرارة إلى أعلى تدريجياً، حتى يموت وهو لا يعرف بأن عليه القفز!
وتلخص الحكاية الشهيرة غياب ردات الفعل عندما يكون هناك تغييرات بسيطة من حولنا، ولا ننتبه إلى أنها مستمرة وتكبر يوماً عن يوم ولو بحجم صغير تدريجي، وهنا لا نجد أنفسنا إلا في تغيير كبير لا يمكن النجاة منه، علماً أن التحرك كان أسهل منذ البداية،
هذه النظرية تستخدم في أفكار تطوير الذات، لكن من باب المصداقية يجب التوضيح بأنها علمياً غير صحيحة، فالضفدع سيقفز من الماء، لكن في الواقع الحياتي فإن الإنسان لن يقفز .. لأنه سيكون قد غرق في كثرة التغييرات من حوله.
لنقرأ تاريخ مراكز أستون فيلا
لو عدنا إلى الدوري الإنجليزي موسم 1995-1996 أي موسم تتويج الفيلانز بلقب كأس الرابطة، لوجدناهم في المركز الرابع، ثم احتلوا في الموسم التالي المركز الخامس، ثم السابع، ثم السادس مرتين على التوالي، ثم الثامن مرتين على التوالي، وفجأة كان السقوط الكبير إلى المركز 16 في موسم 2002-2003.
عاد سريعاً الفريق للمركز السادس في الموسم التالي، ثم العاشر ثم كان سقوطاً جديداً إلى المركز 16، ليعود بعدها إلى المركز 11، ويحتل المركز السادس في موسم 2007-2008.
حافظ على نفس المركز في 2008-2009 والموسم الذي يليه، ثم نزل للمركز التاسع، ونزل من جديد للمركز 16، وتحسن في موسم 2012-2013 إلى المركز 15 وحافظ على نفس المركز موسماً آخر، وفي الموسم الماضي احتل المركز 17 كأسوأ مركز له منذ 20 سنة، ليصبح الآن في مركز شبه مؤكد الهبوط.
ماذا تلاحظون؟
لو عدنا لقراءة تاريخ أستون فيلا الحديث بغض النظر عن الملاك، كان هناك نفس السلوك تقريباً، فريق يحافظ على مركز معين قرب القمة، ثم يسقط فجأة، ثم يعود، ثم يسقط، ولكنه في السقوط الأخير لم يكن يقوى على العودة.
نفس المشكلة لازمته في الماضي، خسارة أفضل لاعبيه ومحاولة تعويضهم تفشل، كان من الواضح أن الفريق بحاجة لمشروع مختلف منذ أكثر من 15 سنة، لكن لم يتحرك ساكناً ملاكه، وحتى مع المالك الجديد فإن شيئاً لم يتغير.
على طريقة الضفدع
كان أستون فيلا يمر بنفس الشكل من الهبوط التدريجي، تماماً كطريقة رفع الحرارة التدريجية، ولم يكن ينتبه لما حوله من متغيرات، حيث تحسن فرق معينة إما بنظام شراء اللاعبين أو بهيكلها الإداري.
كان واقفاً في مكانه، والجميع يتقدم، وبالتالي أصبح في المركز الأخير، لأنه ليس فقط لم يحاول أن يتطور، بل لم ينتبه إلى أن الأخرين يتطورون.
عن مشروع الهبوط مع المالك الحالي
في صيف 2006، أصبح راندي ليرنر مالكاً لنادي أستون فيلا، وهو رجل أعمال أمريكي ومستثمر في مجال الأندية الرياضة حيث يملك نادياً لكرة القدم الأمريكية، استحوذ على ما يقارب 60% من أسهم النادي مقابل 62.6 مليون جنيه استرليني.
مع ليرنر لم يكن للنادي أي قيمة رياضية بالنسبة له، فهو مشروع تجاري بحت، ومنذ رحل مارتن أونيل عن تدريب الفريق، وخياراته دوماً قصيرة الأمد، وأعلن في 2014 قائلاً “أريد بيع النادي، لا أشعر أنني أستطيع النجاح في العمل هنا”.
منذ 2014، الجميع يتصرف على أن هذا النادي مشروع مؤقت، سواء المدرب أو الإدارة أو اللاعبين، وبالتالي فإن فكرة النجاح غير مطروحة، لأن البشر بطبعهم يفكرون في المستقبل أكثر من تفكيرهم بالحاضر.
لقد أراد راندي منذ البداية أستون فيلا كجسر لأعماله التجارية إلى بريطانيا، وكانت خطته كما تبدو بيعه بعد سنوات من إصلاح أموره، لكنه فشل باحتلال مركز أفضل، لأنه قرر إدارة مشروع لا يفهم به، فكان الهبوط نتيجة حتمية في النهاية .. إن لم يكن في الأمس فاليوم، وإن لم يكن اليوم فهو بالتأكيد يوم غد!
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: