عن أن جوارديولا “حطم هيبة” البريميرليج



من عادات الجماهير التوصيف مع لمسة من التضخيم، ولعل كلمة تضخيم كانت دوماً صفة ملازمة لوصف كثيرين في المنطقة للبريميرليج بكل ما فيه، كأساس تسويقي ترويجي، من جماهيره الذين كانوا يقولون “إنه البريميرليج عندما ينتهي اللقاء بالتعادل السلبي”، ويكررون نفس الجملة عندما ينتهي اللقاء بنتيجة 5-5، والتضخيم هناك مصاحب للأفراد، والفرق، والمدربين، وحتى لعبة الفانتازي المرتبطة به.


هذا التضخيم انقلب عليهم، فمع علو صوتهم بأن جوارديولا فشل باجتياح البريميرليج، علماً أن المدرب الآخر الفائز كان أيضاً وافداً جديداً وهو أنطونيو كونتي، عاد لهم بيب بطريقة أقوى مما سبق، وبتشكيل أكثر انسجاماً وتناغماً، فبات مثل النار، لا يدخل ملعباً، إلا ويغادره رماداً على رؤوس أصحابه.


الرد جاء ممن استفزهم تضخيم كل ما يتعلق بالبريميرليج سابقاً، بات الجملة المتكررة الآن، “حطم بيب جوارديولا هيبة البريميرليج، حوله إلى دوري صغير، أثبت للعالم خدعة التنافسية فيه!”


فهل تحطمت حقيقة أن البريميرليج تنافسي ؟ وهل أهان جوارديولا فعلاً البريميرليج؟


هذه قضية تحتاج أفكاراً منفصلة ، نتأمل فيها، لنصل إلى أسلوب أكثر عقلانية بنقاش الأمور، من مجرد استعراض كلمات رنانة:


– في موسم 1999-2000، حصل مانشستر يونايتد على اللقب بفارق 18 نقطة عن أقرب منافسيه (رقم قياسي)، وحسم تشلسي لقب 2004-2005 بفارق 12 نقطة، الأول خسر اللقب بعد موسمين بفارق 10 نقاط عن البطل آرسنال ، الذي بات الأفضل لسنوات قليلة بعدها ، والثاني خسره بعد موسمين لصالح الشياطين الحمر بفارق 6 نقاط، وأيضاً خسر زمام الأمور لسنوات قليلة بعدها.


– في موسم 2003-2004 لم يستطع أي فريق الحاق الأذى بآرسنال، لم يخسر أي مواجهة، وفاز بالدوري بفارق 11 نقطة، لكنه منذ ذلك الحين، لم يحمل أي لقب بريميرليج !


ماذا أريد القول من سرد حقائق تاريخية مملة يعرفها الناس؟


أن ظاهرة التفوق الكبير في البريميرليج، ليست جديدة، ولم يسبق بيب جوارديولا مع مانشستر سيتي الجميع واخترعها، فقد عاشها فيرجسون وعاشها فنجر، لكن هذه الظاهرة، كانت تلازمها ظاهرة أخرى، بأنها لا تدوم !


صحيح، أن مانشستر سيتي يبدو كمن يلعب بمستوى أخر ضد الفرق الإنجليزية هذه الأيام، وصحيح أنه المرشح المنطقي للفوز باللقب بنسبة 95% الآن، لكن أولاً الدوري لم ينته لنعرف ما قد يمر به من معاناة (إن كان سيعاني طبعاً)، ولم نشاهده في الموسم القادم وما بعده، لنعرف إن كان فعلاً قد عرف سر البريميرليج لدرجة “تحطيم هيبته”.


ما يقوم به بيب جوارديولا عظيم، يعجبني، يبهرني، هو الوحيد من المدربين المؤمنين بمبدأ وينجح هذه الأيام، يستطيع دمج المتعة مع النتائج بتفوق، مجرد رؤيته يدرب فريقك لقب بحد ذاته …، لكن من المبكر جداً الحديث عن تحطيم هيبة بطولة تعتبر ضمن الأفضل في العالم، فنحن نريد أن نراه حتى ختام الموسم ، والموسم التالي لنفهم إلى أي مدى يسيطر على الأوضاع.



روابط مهمة:
معلومات عن لاعبين


معلومات عن الأندية

تابع الكاتب :

انستاجرام : @mohammedawaad




سناب شات : M-awaad

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *