الدوري السعودي ..وخطى التحول إلى البريميرليج العربي

كتب : محمد عواد
قبل عامين تقريباً، كنت أتحدث إلى إحدى الإذاعات، وتم سؤالي عن الدوريات العربية بشكل عام، فقلت هناك دوريات عربية تنافسية رائعة مثلما يحدث في شمال أفريقيا والدوري المصري، لكن هناك دوري واحد أراه قابل للتحول إلى منتج ترويجي كامل وعصري خلال سنوات قليلة، وهو الدوري السعودي.


البريميرليج الإنجليزي، يعد أكثرالدوريات المحلية في أوروبا دخلاً، وأفضلها بيئة للاستثمار، ويقدم أفضل صورة للمشاهدة والانسجام ، لكنه لم يكن دائماً صاحب أفضل كرة في الملعب، بل كان لسنوات عديدة ثالث أو رابع أفضل كرة.

يوم أمس، تم الكشف عن أيقونات الأندية السعودية، وهو خطوة مهمة في عالم تسويق الأندية الرياضية، وكذلك في خلق أجواء الترفيه حول البطولة في الملعب وخارجه، إضافة إلى مخاطبته طريقة تفكير الجيل الصاعد.


وفي نفس اليوم، كان الإعلان عن مبادرة “فريقي” ، والتي تخول المشجع العادي، دعم فريقه بمبلغ زهيد شهرياً وفق نظام مراقبة واضح، وهو ما يشركه في الدعم، ويحوله من منظر في السوشيال ميديا إلى مساهم، ولا أتوقع أن تجد المبادرة في الفترة الأولى إقبالاً كبيراً، لكنها مع الزمن ستكون عادة وثقافة، خصوصاً عندما يحقق فريق ما نجاحاً كيراً، ستهب الجماهير لدعمه لتوطيد نجاحه.

قبل ذلك، كان إدخال الستة محترفين في القائمة، والسماح بالحارس الأجنبي، في خطوة ممتازة حررت الكرة السعودية من معتقدات خاطئة يؤمن فيها للأسف معظم الدول العربية، بأن الحارس الأجنبي يضر بالمحلي، متناسين أن الحارس السيء يضر باللعبة كلها، وغياب التنافس عنصر سلبي في عدم التطور.

لا أحاول هنا رواية تاريخ الكرة السعودية، لكنني أشير إلى حراك كبير يحدث حولها هذه الأيام، جاء ليكمل أركان “البريميرليج” العربي الذي تحدثت عنه في الفقرة الأولى.

هناك بث عالي الجودة ومتقن للبطولة، واستوديوهات مختصة وبرامج عديدة ترصد كل صغيرة كبيرة، وهناك وسائل إعلام عديدة ذات سيطرة مطلقة داخلياً، وذات وصول كبير خارج السعودية في العالم العربي.

وهناك نشاط متكامل في عالم الديجيتال، يبدأ بالسوشيال ميديا الذي يجعل أي مباراة هناك ترند في تويتر على سبيل المثال، وبرامج ناجحة في يوتيوب، ومشاهير من عدة دول عربية يشجعون أو يدعون التشجيع ليدخلوا في الأجواء، وتطبيقات متقنة ذكية شاملة تقف خلفها شركات وليس أفراد، تخدم البطولة بكافة نواحيها، المعلوماتية والإخبارية والترفيهية كألعاب الفانتازي، ونظام احصائيات دقيق من شركات عالمية.

وهناك أهم شيء في كرة القدم، الجمهور المتعطش المنسجم، الجمهور الذي يملأ الملاعب في المباريات المهمة، والذي يشاهد فريقه باستمرار، هناك الجمهور الذي عندما يسأله صديقه من يشجع، لا يقول لك “ريال مدريد أو برشلونة”، بل يجيبك باسم نادٍ سعودي.

وهناك دولة كبرى في المنطقة، لها اقتصادها الضخم، ولها عدد سكان كبير، وهناك حرص كبير لدى غالبية رجال الأعمال في المنطقة بدخولها، وهذا يكمل أركان لعبة البريميرليج الانجليزي بالأساس، ويجعل الدوري السعودية صورة له.

جمهور، بدء تحرير الاحتراف، اقتصاد، اعلام، نشاط كبير في الديجيتال، ترفيه، بدء الخطوات الجادة نحو التسويق الحديث وإدماج المشجعين، تشعر أن الخطوات تتم نحو خلق البريميرليج العربي، الذي سيكون ضمن أجندات الجمهور العربي للمشاهدة، ربما يبدأ الأمر بأجندات المشجع الخليجي، ثم ينتشر نحو البلاد الأخرى.

تبقى الخصخصة، أو ما يقابلها من تحرير الأندية من الإدارة التقليدية إلى الإدارة المسؤولة والطموحة، هي الخطوة الأخيرة في إتمام الحراك، وهو مشروع تأجل مؤقتاً، لكنه ما زال وارداً أو كما قلت “مشروع يقابله”.




روابط مهمة:





تابع الكاتب :

انستاجرام : @mohammedawaad





سناب شات : M-awaad


Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *