دروس تعلمناها من جولة دوري الأبطال الثالثة

محمد عواد – كووورة – انتهت الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، فأثبتت فرق جاهزيتها للصراع من أجل اللقب، وفرق أكدت أنها تعيش أزمات، وفيما يلي أهم الدروس التي تعلمناها من هذه الجولة:

ليفربول فاقد الذاكرة وارسنال مشكلته أنه يتذكر:
لا يمكن تفسير ما يحدث مع ليفربول إلا بأنه فقدان ذاكرة، وتحميل ماريو بالوتيلي المسؤولية وحده ظلم لا يمكن قبوله، فالفريق كله يبدو بشكل مختلف  عما كان عليه الموسم الماضي فنياً وذهنياً ومعنوياً، وكأنه فقد الذاكرة فجأة من دون سبب.

الفريق الإنجليزي الآخر ارسنال يبدو أن مشكلته مختلفة، فأرسن فنجر يتم وصفه حالياً بعدم المحدث في فكره الكروي، فما زال يلعب بذاكرته لا حسب واقعه، وهذا يجعل المدفعجية يعانون أمام فرق أقل منهم جودة بكثير .. ويجعل الفريق كلما اشترى لاعبين أفضل يتم حرقهم في ذاكرة المدرب الفرنسي.

– المستحيل ليس بلغاري:
فريق لودوجوريتس البلغاري يعاني عربياً من عدم قدرة الناس على نطق اسمه حتى الآن، ورغم ذلك فإن الوافد الجديد إلى دوري الأبطال يمثل  درساً مهماً عنوانه “المستحيل ليس بلغاري”، فانتصر يوم أمس على بازل السويسري بهدف نظيف في الدقيقة 90، وهو الذي تأهل إلى البطولة بنفس الطريقة الانتحارية والفدائية … هذا الفريق وإن لم يتأهل بالنهاية فإنه سيخلد بذاكرة المتابعين لسنوات.

– مصابون بالانفصام .. مانشستر سيتي وبروسيا دورتموند:
مانشستر سيتي مرعب للجميع في بطولة الدوري الإنجليزي، وفي أوروبا لا يستطيع التعامل مع مهام سهلة حتى عندما يتقدم بهدفين نظيفين على سسكا موسكو ومن دون جمهوره .. أما بروسيا دورتموند فيملك في دوري أبطال أوروبا 9 نقاط ويملك 7 فقط في بطولة الدوري الألماني، وهذا كله يمكن تلخيصه بالقول “الفريقان مصابان بانفصام الشخصية”.

– ترتيب المباريات يلعب دوراً في حسم المتأهلين:
في بعض المجموعات سيلعب ترتيب المباريات دوراً مهماً في حسم المتأهلين، مثلاً بايرن ميونخ لو كرر فوزه على روما سيجمد رصيد فريق العاصمة الإيطالية عند 4 نقاط ومع فوز المان سيتي – المفترض – على سسكا موسكو في ستاد الاتحاد سيكون لديهم 5 نقاط، وبعدها يحل بايرن ميونخ ضيفاً عليهم وهو ضامن الصدارة والتأهل، فلماذا سيلعب الألمان بقوة؟ … ولو فاز السيتي على فريق بيب جوارديولا سيكفيه التعادل مع روما في لقاء العودة للتأهل.

ويمكن إيجاد نفس السيناريو في مجموعات أخرى عند البحث والتدقيق، وهذا أمر ليس له حل في النظام الراهن للبطولة، لأن هناك من سيلعب دوماً ويتصدر ويتأهل، وقد يتراخى فيستفيد فريق من التوقيت لهذه المواجهة.

– بايرن ميونخ أكثر قسوة ومورينيو يبحث عن كلاسيكو المدربين:
هذا الموسم يبدو بايرن ميونخ أكثر قسوة وخطورة من الموسم الماضي، والفضل في ذلك يعود للشكل التكتيكي المرن الجديد المدعم بصفقات عالية الجودة مثل مهدي بن عطية وتشابي الونسو التي أعطت جوارديولا حلولاً لمعظم مشاكله التي واجهها في موسمه الأول.

بايرن ميونخ القاسي بدأ مسيرته مع بيب رسمياً بمواجهة تشلسي في كأس السوبر الأوروبية، والبلوز هذا الموسم يظهرون أنهم جاهزون لتحقيق الإنجازات، فهم يتعاملون مع كل المواقف بذكاء مدربهم جوزيه مورينيو وجودة أفرادهم، ولا يظهر حتى الآن أن هناك شيء يمكن إيقافهم محلياً، وترشيحهم للعب دور كبير أوروبياً منطقي للغاية وهم الذين لعبوا نصف النهائي الموسم الماضي بفريق أضعف من الحالي بكثير .. فهل يتكرر كلاسيكو المدربين بين جوزيه مورينيو وبيب جوارديولا في دوري أبطال أوروبا وعلى مستوى عالٍ مثل نصف النهائي أو النهائي؟

– يوفنتوس اليجري أوروبياً .. إشاعة روجوا لها:
عندما رحل أنتونيو كونتي وتم التعاقد مع ماسيمليانو اليجري، تحدث كثيرون من المدافعين عن مدرب ميلان السابق بأنه أفضل أوروبياً، بحجة أنه قاوم برشلونة كلما واجههم على السان سيرو قبل أن يخسر بنتائج عريضة في الكامب نو، وتم استخدام خروج يوفنتوس الموسم الماضي من الدور الأول بسبب الثلوج أمام غلطة سراي كحجة لتدعيم رأيهم.

وبداية يوفنتوس هذا الموسم في أوروبا لا تبدو أفضل مما كان عليه الحالي، وليس ظلماً إن تم القول – الحال أسوأ -، فاليوفي لعب مع أتلتيكو مدريد بسلبية مطلقة، وعجز عن خلق فرص بفكر جماعي أمام أولمبياكوس،  والانتقادات بدأت تظهر مبكراً.. مع التذكير أن كونتي في موسمه الأوروبي الأول لم يكن سيئاً ووصل دور الثمانية حتى خرج أمام من هزم الجميع آنذاك؛ بايرن ميونخ.

– في المانيا .. يملكون مدربين:
ما يفعله روجر شميدت مع باير ليفركوزن مهم للغاية حتى الآن، مدرب ريد بول سالزبروج السابق قادهم للفوز يوم أمس على زينيت بطرسبرج بهدفين نظيفين، مما حسن من موقفهم في الصدارة لحسابات التأهل عن المجموعة التي تضم موناكو وبنفيكا أيضاً.

ليفركوزن بدأ هذا الموسم محلياً بقوة قبل التراجع قليلا، إلا أن المؤشرات الفنية تبشر بتحسنه في الأسابيع المقبلة وهو الذي لا يبعد عن المركز الثاني إلا بثلاث نقاط.

شالكه هو الآخر جلب روبرتو دي ماتيو الذي أعطاهم انتصارين؛ الأول في الدوري والثاني في دوري أبطال أوروبا خلال مباراة ماراثونية ضد سبورتنج لشبونة … ومثل ثورة المدربين هذه تبدو نتيجة لتحسن الألمان تجارياً ورياضياً، وهم القادرون في نهاية الموسم على إزاحة الإنجليز من المركز الثاني في تصنيف أوروبا الرسمي للبطولات كما هددهم من قبل كارل هاينز رومينجه.

– أرقام من يقفون خلف رونالدو .. مشكوك فيها:
سجل كرستيانو رونالدو هدفه السبعين يوم أمس في شباك ليفربول بعد تمريرة جميلة من خيميس رودريجيز، ورغم أن تمريرة الكولومبي جميلة وخادعة، فإن تحرك كرستيانو وختامه للهجمة بطريقة مفاجئة مذهلة تمثل المساهمة الأكبر بهذا الهدف.

كل من لعب إلى جانب رونالدو أثناء وجوده في ريال مدريد كانت أرقامه في صناعة الأهداف ممتازة، وهو ما يجب أن يتم الانتباه له في المستقبل عند شراء لاعب يقف خلف رونالدو .. فأرقامه مشكوك فيها.

– براهيمي يترك بصمة وكواريزما يحاول أن يعود:
صنع ياسين براهيمي هدف الفوز لبورتو أثناء مواجهة أتلتيك بلباو، كما أنه رابع أفضل مراوغ  في دوري أبطال أوروبا ولاعب متحرك بشكل إيجابي مع بورتو في كل لقاء يخوضه، فهو يترك بصمته وإن لم يسجل.

وبعد أن صنع ريكاردو كواريزما هدف الفوز لمنتخب بلاده أمام الدنمارك، كان بطل اللحظات الأخيرة ضد بلباو بتسجيله هدفاً قاتلاً، وهذا يوضح أن اللاعب الذي اعتقدنا انه انتهى ما زال يحاول ليعود فهو يحب بورتو الذي لا يعرف أن يعيش بعيداً عنه.

– برشلونة … روماريو وستويشكوف يعودان!
ثنائية ليونيل ميسي ونيمار مذهلة جداً، فبعيداً عن التسجيل والصناعة فيما بينهما، فإن التحركات المتجانسة وتناوب فواصل المهارات ملفت للغاية، وإن كان هناك نتيجة عمل واضحة للويس إنريكي حتى الآن فهي هذا التفاهم الثنائي الذي وصفحته صحيفة الماركا يوم أمس بالسلاح الكتلوني المدمر.

هذا الثنائي يذكرنا بروماريو وستويشكوف، حيث سطرا تحت قيادة يوهان كرويف أيام جميلة مرعبة هجومياً، فهل يستمر هذا الثنائي الجديد ويحقق نتائج أفضل من سابقه؟

تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *