محمد عواد – سبورت 360 – ثلاث مباريات تفصل تشافي هرنانديز عن وداع برشلونة إلى الأبد، فهو يتجه لتمثيل السد القطري، والاعتزال هناك، ثم التفرغ حتى عام 2022 كما تؤكد التقارير ليكون سفيراً لمونديال قطر.
قد لا تكون المواسم الماضية جيدة بالنسبة لتشافي هرنانديز، لأن فريقه أخفق بالحفاظ على قمة أوروبا، لكن من حسن حظه، أنه يخرج الآن والفريق عائد للقمة، حيث تفصله مباراة واحدة عن إعلان نفسه بطلاً لأوروبا، مما يجعل وداع “زرقاء اليمامة” أكثر عاطفية جمالاً.
بعيداً عن تفاصيل الأرقام والإنجازات التي يملكها تشافي هرنانديز، ولا يعادله فيها أحد، فإنه من المهم التذكير بدوره في تغيير نظرة كثيرين إلى كرة القدم:
*** البساطة قوة !
قبل تشافي هرنانديز، كان التركيز دوماً على اللاعب الهداف أو المهاري، أو اللاعب الحاسم بالأهداف والقوي بدنياً في الدفاع الذي يظهر الروح القتالية المميزة.
تشافي هرنانديز غير شكل كرة القدم، عندما جعلنا نبحث عن اللاعب المبسط للأمور في خط الوسط، الذي قد لا يسجل أو يصنع كثيراً، لكنه أهم دينامو لتواصل عجلة الفريق الدوران بشكل إيجابي.
يجب أن نتذكر أن مجلات رياضية عريقة انتقدت دور تشافي في يورو 2008 وحتى في موسم جواردويلا الأول، لأنها لم تكن قد فهمت دوره بعد، لكن سنوات بعد ذلك، أصبح الجميع يبحث عن أشباه تشافي في الملعب.
فحتى المعلم الرائع في ايطاليا بيرلو استفاد كثيراً من تغيير تشافي لعقلية العالم، فهو في 2006 كان عبقري خط الوسط لكن لم يدعمه كثيرون للفوز بالكرة الذهبية لعدم انتباههم لدوره، لكن المطالب كانت أكبر له في عام 2012.
*** اللاعب الفيلسوف
قد لا يعيش مانويل بيلجريني أياماً جميلة مع مانشستر سيتي، لكن يؤخذ له أنه أول من تجرأ على القول “التيكي تاكا ستنتهي بنهاية مسيرة تشافي وليس بخروج جوارديولا”، وهذا ما حصل بالفعل!
فعندما تراجع مستوى لاعب خط الوسط باتت الفلسفة حملاً على البرسا لا مفيدة له، فكان الاستغناء عن جزء مهم منها مع تاتا مارتينو، ثم أكمل لويس إنريكي المسيرة في الاستغناء عن فلسفة لا تعمل إلا بوجود تشافي هرنانديز.
مستر تيكي تاكا،كما أطلق عليه الصحفيون، كان فلسفة بحد ذاته، فهو اللاعب الفيلسوف، المسؤول في الملعب عن تطبيق الفكر لا عن تطبيق الخطط فقط، وهذا النوع من اللاعبين ليسوا كثيرين في التاريخ.
تشافي غير نظرة العالم إلى كرة القدم، لذلك يحق له أن يخرج من برشلونة فخوراً بكل ما قدمه، ويحق لعاشق كرة القدم السعادة لأنه عاصرة.