نظرة ثاقبة حول قضية دوري السوبر الاوروبي


أسامة زهير – أعلن رؤساء الأندية بقيادة بيريز قبل أيام عن إنشاء دوري السوبر الأوروبي فهذا الخبر هز كرة القدم وأشغل به الإعلام والجماهير وحتى رؤساء الإتحادات المحلية ورئيس الفيفا والاتحاد الاوروبي.
وإنقسم العالم بين معارض للفكرة ومؤيد لها، وهنا لا يوجد شخص مخطئ فأحدهم يريد أن يشاهد المتعة والأموال التي ستصلح الأحوال الإقتصادية والآخر لا يريد تدمير المتعة لبطولة الأبطال لأن المنافسة في كرة القدم ستُضعف وهذا قد يجعل فوارق بين الأندية الكبرى والمتوسطة والصغرى.
بالنسبة للمبالغ المالية فهي لا تساوي ما تكسبها الأندية من بطولة الأبطال والدوري فبمجرد الموافقة عليها وإقامة البطولة سيكسب كل نادي 350 مليون ويمكن أن يرتفع الرقم بمجرد أن يتأهل الفريق إلى مراحل متقدمة وقد يصل إلى 800 مليون يورو!، والحقيقة أن هذه البطولة كانت لمصلحة الجميع فعلى ذكر الأندية الصغيرة والمتوسطة كان هنالك صندوق خاص ستعمل به البطولة لتساعد هذه الأندية وعوائده أعلى وأفضل بكثير من الأموال التي تدفعها الويفا.
توقيت إعلان البطولة كان في الوقت المناسب وهو أتى بعد نجاح بيريز في الإنتخابات ولأن أبرز الأندية متواجدة في النصف النهائي فمن الصعب إلغاء البطولة أو فرض عقوبة عليهم، وبنفس الوقت معظم الأندية حالياً تُعاني اقتصادياً بسبب عدم حضور الجماهير فلديها ديون كثيرة فريال مدريد عليه 800 مليون وبرشلونة مليار يورو وغيرها من الفرق، وهي ايضاً تعاني من سداد الأجور فلهذا ستوافق الفُرق بالمشاركة فوراً مع المبالغ الكبيرة التي ستكسبها من البطولة.
تصريحات رئيس الإتحاد الأوروبي كانت سيئة جداً لأنها معادية لرؤساء الاندية وكأنه يُعلن حرب بدلاً من تهدئة الوضع والجلوس لتفاوض معهم ليتفقوا على حل وسط يرضي كل الأطراف لأن الفكرة ليست سيئة كما وصفها البعض، على عكس بيريز كانت تصريحاته دبلوماسية وموضحة أكثر عن أهداف البطولة لترويج عنها بشكل يُغري الأندية بالإنضمام إليها وهذا يدل على النفوذ الذي وصل إليه رئيس الريال وعبقريته في إدارة الإعلام وإنشاء المشاريع الجديدة.
الإنسحاب الجماعي المفاجئ الذي حدث من معظم الأندية هو متفق عليه وليس فشل في عمل البطولة الجديدة لأنهم يعلموا ما سيحدث من بعد إعلان البطولة فهم حصلوا على ما أرادوا فكان كإنذار للفيفا والإتحاد الاوروبي في عمل بطولة ستُدمر بطولاتهم القارية وحتى العقوبات لن تفيدهم بشيء لذلك يجب رفع العوائد والجوائز لكل البطولات عاجلاً أم أجلاً، وبنفس الوقت هو جس نبض لردود فعل الشارع عن البطولة ليصلحوا عيوبها وسلبياتها إذا أرادوا إقامتها في المستقبل.
وحتى لو أقيمت هذه البطولة يُمكن أن تكون مملة خاصة لو كانت حِكر بين الكبار لأن تكرار المواجهات سيجعل هناك روتين فيها، فهُنا تكونت فكرة في ذهني وهي:لما لا يتم دمج فكرة دوري السوبر بالدوري الأبطال بحيث يتم تطوير الشعار وتحديث النشيد وإضافة قواعد التأهل لها ورفع الإيرادات والجوائز مع دخول رعاة بمبالغ أعلى وتقليل نسبة الارباح لحقوق البث التلفزيوني وبهذا يمكن أن لا يفكر أحد لسنين عديدة بعمل بطولة جديدة، ففي النهاية هي كانت شبه ثورة قصيرة من الأندية والكل يعمل لمصلحته وتحسين وضعه ولا يستطيع أحد إنكار أن كرة القدم أصبحت للمستثمرين ورجال الأعمال فقط ولا مكان للفقراء ومحبيها البسطاء.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *