محمد عواد – سبورت 360 – يواصل ليونيل ميسي قيادة برشلونة للانتصارات في بداية هذا الموسم، ورغم الانطلاقة التي تبدو أقل مستوى من نهاية موسم الثلاثية، لكن البرسا استطاع تحقيق 4 انتصارات في بطولة الدوري، الأمر الذي يجعله متصدراً حتى الآن.
ولعل موسم الثلاثية الماضي ارتبط بشكل مباشر بانطلاقة ليونيل الجديدة ما بعد صراعه الداخلي مع لويس إنريكي، والذي وصل أوجه خلال مباراة ريال سوسيداد، ليستيقظ بعدها ليو، فيستيقظ برشلونة ويحقق كل الألقاب الممكنة.
لكن المقارنة الدائمة بين برشلونة ثلاثية 2015 وبرشلونة الفترة الذهبية مع جوارديولا، يقودنا إلى مقارنة أساس نجاح الفترتين؛ ليونيل ميسي؛ الأمر الذي يشمل أيضاً المقارنة التاريخية بين النجم الأرجنتيني الحالي، وأسطورة كرة القدم السابق دييجو مارادونا.
ولو عدنا إلى ما قبل انطلاق مونديال البرازيل، فإن المقارنة كانت دوماً لصالح مارادونا، لأن ليونيل يمسي كان بالنسبة لكثيرين لاعب موهوب بأرقام قياسية كثيرة، وجادل العديد من الناس بأنه بنى نجاحه على أكتاف غيره مثل تشافي وانيستا، وكان نجاح اسبانيا الدولي دليلاً قوياً في أيديهم، رغم عدم امتلاك دل بوسكي لميسي هناك.
لم يملك عشاق ميسي من قبل إلا الأرقام والموهبة، ولو كانت الأولى حقيقة فإن الثانية أمر نسبي يختلف به البشر، لكن الظروف الجديدة في الموسمين الأخيرين خلقت فارقاً جديداً.
ما تغير مع ليونيل ميسي في الموسم الماضي والموسم الحالي، أنه برهن على بعد جديد له شخصياً في كرة القدم، فبالإضافة لحسمه أمام المرمى، ومهاراته التي نعرفها، فقد تحول هذا النجم إلى نقطة ارتكاز لعب، وبات قيمة تكتيكية في التحركات وصناعة الهجمات أكثر من أي وقت مضى.
صحيح أن ميسي امتلك أرقام مميزة بصناعة الأهداف من قبل، لكن ما يفعله الآن مختلف، فهو أشبه بدور دييجو مارادونا كقائد ومحور، فالأخير لم لم يكن مجرد قاطف هجمات، بل كان عقلاً مدبراً، وهو الأمر الذي كان يراه كثيرون ميزة له في المقارنة مع ميسي.
الآن، تحول ليونيل ميسي إلى هذا العقل المدبر، وبات قيمة تكتيكية قل نظيرها في عالم كرة القدم، إضافة لمحافظته على مستواه في الحسم والمهارات والمكر الكروي، ولعل هذا كله يجعلني أقول “إن ميسي الحالي يستحق المقارنة مع مارادونا أكثر من أي وقت مضى، فالماضي كان سنده الحقيقي الأرقام والمهارات والعاطفة وهذا تفكير عليه الكثير من المآخذ كروياً، لكن القيمة الجديدة مضافاً لها المسيرة الكاملة يجعله مرشحاً للانتصار بهذه المقارنة.”
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: