محمد عواد – كووورة – لم يتوقع أشد المتشائمين ما يحدث مع بروسيا دورتموند حالياً، فوصيف بطل أوروبا عام 2013 يقبع في المركز الأخير خلف فريقين عريقين أيضاً هما شتوتجارت وهامبورج، وهناك عدد كبير من التحليلات المنتشرة والتفسيرات المقترحة لما أصاب رجال يورجن كلوب، ولا يبدو أن أي منها قادر على إقناع الجمهور الرياضي؛ لأن ما يحدث خارج عن المنطق!
وبعيداً عن أسباب تراجع الفريق الأصفر، فإن استمرار حالته السيئة في عام 2014 مع أخر جولتين أمام هوفينهايم وهيرتا برلين هي الأقرب للحصول، وبعدها سيكون الرهان على التاريخ فيما يعرف في المانيا بالانقلاب الشتوي في الأداء، حيث الإجازة الطويلة التي تقارب مدتها شهر كامل، مما يعني فترة زمنية كافية لإعادة ترتيب الخطط التكتيكية وتجهيز اللاعبين ذهنياً وبدنياً بشكل أفضل، فهي فرصة استفادت منها بعض الأندية الألمانية عبر التاريخ لتحسين ظروفها.
فموسم 2007-2008 شهد انقلاباً من فولفسبورج الذي دخل الإجازة الشتوية في المركز الحادي عشر وبفارق 7 نقاط عن المركز الأخير، لينهي الدوري في المركز الخامس وبفارق الأهداف عن صاحب المركز الرابع، وحدث الأمر بشكل مقلوب مع هوفينهايم في الموسم التالي عندما أنهى العام كبطل للشتاء، لكنه أنهى الموسم في المركز السابع.
في موسم 2009-2010 مر شتوتجارت بنفس حالة بروسيا دورتموند الحالية، فقد أنهى الموسم في المركز السادس وكان وقتها من أقوى الفرق الألمانية، علماً أن المشارك في دوري الأبطال آنذاك دخل الإجازة الشتوية في المركز الخامس عشر.
الأمثلة التاريخية كثيرة عن قدرة الإجازة الشتوية على قلب الأمور، وبما أن بروسيا دورتموند لا تنقصه جودة الأفراد ولا قدرات المدرب، ولا التنظيم أو الاستقرار الداخلي، فإن كل ما يحتاجه فريق الجمهور الأكثر حضوراً في أوروبا لوقت يعمل فيه بهدوء بعيداً عن ضغط المباريات وملاحقة وسائل الإعلام، ليصلح المشاكل الكثيرة التي ظهرت في كافة خطوطه، ويحاول الهروب أولاً من الهبوط ثم محاولة اللحاق بأي مقعد أوروبي ولو في بطولة اليوروبا ليج، لأن الغياب الكامل سيكون كارثة على نجومه الذين سيفكرون بالرحيل في حال حصول ذلك.