بطل حزين وحلم ممنوع … وأشياء مسكوت عنها في الأردن

قصة نهاية الدوري بشكل مؤلم لكل الأطراف حتى البطل

محمد عواد – سبورت 360 – توج فريق الوحدات بلقب الدوري الأردني، في أجواء نادرة الحدوث في عالم كرة القدم، لأن البطل كان حزيناً، وجماهيره كانت غاضبة، والوجوه كانت شاحبة، لكن هذا كله لن يتم ذكره بعد سنوات، بل سيتذكر العالم أن المارد الأخضر يحصد لقب الدوري من جديد للمرة الثالثة على التوالي.

عمالقة من ورق
في أخر 5 مباريات من بطولة الدوري، لم يستطع الوحدات والفيصلي تحقيق أي انتصار، ولا الأهلي أيضاً، مما سمح بتتويج البطل بطريقة سيئة.

شاب تتويج الوحدات أيضاً السقوط الكبير أمام الحد البحريني، ليكون في الكرة الأردنية حالياً عملاقان من ورق محلياً، لكن الفيصلي يؤدي جيداً في أسيا، كما هي عادته في البطولات القارية.

الجمهور الطموح والحلم الممنوع
لو سألت جماهير الوحدات هذه الأيام عما تفضله، ستقول لك مشاركة قارية ممتازة، فهذا الأمر لا يتحقق منذ سنوات طويلة، وأذكر أيام طفولتي، كان الوحدات يفوز محلياً ويخسر قارياً وعربياً، وهو ظلم بحق الفريق صاحب الجمهور الداعم له، والناشط في كل منصات التواصل الاجتماعي.

الفوز بالدوري بشكل متكرر، ظهر هذه المرة وكأنه تتويج لعدم وجود بطل آخر، أي ما يشبه التزكية، ورغم أنه إنجاز، لكن الأجواء المحيطة به تلخص كل شيء.

ما فعله جمهور الوحدات من عدم الفرح ببطولة الدوري، لهو دليل على طموح هذا الجمهور، الذي يستحق بلا شك أن يتم تلبية طموحه، والكلام هنا عن المشاركات القارية.

أشياء مسكوت عنها .. 

– إدارات منقسمة أو بعقلية 1990
مما يرفض الإعلام المحلي الحديث عنه ما يحدث في إدارة العمالقة التقليديين في الأردن، فهناك شبه إداراتين في ناد واحد، وناد أخر طالبت جماهيره بالتغيير كثيراً، لكن لم يستطع أحد تحقيق أي شيء.

هناك نوع من احتكار إدارات أهم الأندية في البلاد، وليس هناك جدية بمنح من يستطيع التغيير فرصة ، بل المسألة توازنات ومراكز قوى وحسابات أخر همها كرة القدم، الأمر الذي ينعكس بشكل واضح على وقوف الكرة في مكانها في الأردن خلال السنوات الأخيرة.

كان نادي شباب الأردن لفترة قوة دافعة للكرة، لكن سرعان ما تم احتواء هذه النهضة، مما يجعلنا أمام إدارة تتحارب، وإدارة تحتكر، الأمر الذي لا يهدد الأندية فقط، بل يهدد الكرة المحلية بشكل عام، لأن الوحدات والفيصلي هما مقياس المنتخب واللعبة في الأردن.

– الاسترزاق الكروي
ظاهرة سيئة ظهرت مؤخراً على الساحة الأردنية، ألا وهي ظاهرة الاسترزاق الكروي، أي دخول من لا يملك فكراً أو رغبة حقيقية بالتغيير إلى مراكز مؤثرة، وهدفه الوحيد كسب الرزق، ولا يهمه أبداً النتائج واللعب.

هذه الظاهرة سادت في عدة وسائل إعلام محلية وعربية، والنتيجة هو مستوى الإعلام الذي وصلنا له، والآن هي تزداد بشكل واضح في إدارات الأندية الكروية، والنتيجة معروفة بالنهاية.

هؤلاء هم من يزينون القبيح، من يحاولون إقناع الناس بأن ما يجري طبيعي، وأنه قدر لا مفر منه، وأن الحكام المشكلة، وبعض الأحيان الأجواء الماطرة!

– هل هناك دوري شباب أردني؟
كنت أريد جعل العنوان هنا، من هو بطل دوري الشباب في الأردن؟.. لكنني وجدت سؤالاً أصعب “هل هناك دوري شباب أردني؟”.

من جديد هي نفس مشكلة الاستثمار في المكان الصحيح السائدة في الرياضة الأردنية، قبل فترة كتبت عن أهمية الاستثمار في الرياضات الأخرى وليس في كرة القدم (اقرأ هنا)، واليوم نتحدث عن دوري شباب مهمل، وهذا التجاهل والإهمال يقتل رغبة كثير من الشباب بالاستمرار، فيتوقفون عن اللعب ويركزون بجامعتهم.

في أمريكا، يتم نقل مباريات المدارس ليس لأنهم يملكون المال وكاميرات إضافية، بل لانهم يعرفون أهمية هذا الحافز الإعلامي كي يخرج الشاب أفضل ما لديه، وبالتالي يتم اكتشاف الأبطال.

وفي الأردن لو دخلت على صفحة بطولة تحت 20 سنة في موقع الاتحاد الرسمي تجد الصورة التالية، ولن تجد بالمناسبة أي شيء عن أي بطولة أخرى في الفئات بشكل مباشر ! .. مما يجعل سؤالي أعلاه صعب التحقق منه رسمياً !

– التفاخر بنقل المباراة !
في عام 1990، كان نقل المباراة الحاسمة من بطولة الدوري يعتبر إنجازاً يجب على الجمهور أن يشكر لأجله كل المسؤولين.

في عام 2016، تفاجأت أن القناة الرياضية الأردنية تعلن أنها ستنقل مباريات مهمة في بطولة الدوري، وتستخدم وكالة أنباء رسمية للترويج لهذا الخبر المهم والمفاجىء، والغريب في الأمر أنني أعرف مواقع الكترونية تنقل بطولات كاملة لوحدها، لأن التكنولوجيا الحديثة توفر كل القدرات بأقل التكاليف !

أمر نقل كل مباراة في الدوري الأردني يجب أن تكون في زماننا الحالي مؤكدة ومضمونة، ولا تحتاج للحديث عنها، تماماً مثلما لا تقول أن هناك نشرة إخبارية اليوم.

من حق المواطن الأردني أن يشاهد كل مباراة في دوريه، وليس من حق أحد أن يفرض عليه اختيار المباريات المهمة، خصوصاً مع صعود ظاهرة الأندية المنتشرة في المدن الأردنية كافة، وهذا يمثل عنصراً تحفيزياً لا يقل أهمية عما تم ذكره سابقاً في مسألة الشباب.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:




Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *