ولماذا لا يجلس كروس احتياطياً في الكلاسيكو؟

محمد عواد – سبورت 360 – يقترب الكلاسيكو الكبير بين ريال مدريد و برشلونة، في ظروف تبدو غير مريحة للفريق الملكي بسبب سقوطه الأخير وكثرة الفوضى في صفوف نجومه، في حين يلعب الكتلونيون براحة أكبر مع اجتياز الفترة الأصعب، والتوقعات المتزايدة بلحاق المتوج بالكرة الذهبية الخامسة – مع انتظار التنفيذ – ليونيل ميسي.

وأظهر رافا بنيتيز منذ قدومه إلى ريال مدريد اهتماماً كبيراً بالتفاصيل التكتيكية والفنية، الأمر الذي يدفعنا إلى توقع مفاجأة في المباريات الكبيرة، وهو الأمر الذي اعتاد فعله مع ليفربول وتشيلسي ونابولي، ولن يجد المدرب الإسباني مواجهة أكبر من الكلاسيكو ليمارس لعبة التفاصيل التي يهواها، ودفعته يوماً ما لشرح خطة 4-4-2 في أول يوم التقى به زوجته !

الأنباء تشير إلى استعادة ريال مدريد كريم بنزيما، ويبدو أن خيميس رودريجيز في حالة بدنية جيدة، كما أن المصادر المقربة تتحدث عن أن إيسكو سيكون جاهزاً للكلاسيكو، الأمر الذي ينطبق على الغائب بشكل متكرر؛ جاريث بيل.

لا يمكن لأحد إنكار لمسة كروس
يملك توني كروس لمسة ساحرة، تجعله يستحق لقب رسام ريال مدريد، لكن الكلاسيكو الذي تسبب بخسارة لقب الدوري، أظهر أن امتلاك الكرة ضد برشلونة فخ يجب الانتباه منه، لأن سرعة سواريز ونيمار بالارتداد مع قيادة ليونيل ميسي أمر قاتل.

ومنذ انطلاقة الموسم الحالي مع المدرب الجديد، لا يتميز توني كروس سوى بلمساته وقدرته على التمرير الصحيح، في حين يعيبه المساندة الدفاعية بدنياً وتكتيكياً المتقطعة، إضافة لعدم مساهمة تمريراته بخلق فرص مباشرة على نحو يتناسب مع عدد تمريراته، حيث يبدو لوكا مودريتش وخيميس روديرجيز وإيسكو أصحاب لمسة قبل أخيرة أهم.

عودة المصابين .. يعني جلوس أحدهم احتياطياً
لعب توني كروس في الكلاسيكو مع استعادة خيميس رودريجيز، سيعني على الأغلب جلوس إيسكو أو كاسيميرو على مقاعد الاحتياط، أما الأول فهو صاحب تضحية بدنية في المجال الدفاعي مذهلة، وهو أحد أسرار الفوز بالكأس يوم هرب جاريث بيل، كما أنه صاحب مهارة قادرة على خلق المشاكل أمام دفاع برشلونة الذي لم يستعد مستواه بعد.

أما كاسميميرو، فهو نقطة التوازن في خط الوسط، وعند اللعب ضد برشلونة القادر على إرسال ميسي للعمق كمهاجم وهمي أو صانع العاب، ثم إرساله لليمين كجناح أيمن، فإن لاعب ارتكاز في العمق يعد مطلباً رئيسياً لعدم ظهور فجوات قاتلة في الدفاع مع هذه التحركات الماكرة.

مباراة إشبيلية تؤكد ضرورة التضحية
أظهرت مباراة إشبيلية التي سقط فيها ريال مدريد، أن التوازن أولوية في المواجهة، وأن وجود توني كروس ولوكا مودرتيش معاً لا يضمن هذا المفهوم، بسبب عدم ثبات مستوى الاثنين دفاعياً ولا بدنياً، سواء خلال اللقاء ذاته أو من مواجهة إلى أخرى، كما أنه يؤثر بشكل واضح على المسافة بين خط الوسط والهجوم في ظل وجود كاسيميرو ثالثاً.

إن المجاملة هي  أخر ما يحتاجه ريال مدريد في هذه المرحلة، حيث “مشاكل رونالدو” والضغط السلبي على رافا بنيتيز، مع عدم نسيان اجتياز برشلونة الفترة الأصعب، وإن العودة إلى مفهوم “التوازن” الذي جلبه أنشيلوتي مع جعله أكثر مرونة بدمجه مع واقعية رافا بنيتيز، سيكون نقطة تحول مصيرية في هذا الموسم.

أخر الكلمات
كروس رائع، وهو أحد أسرار مونديال 2014، لكن هناك مباريات وظروف لا يستطيع أن يعطي فيها المطلوب منه دفاعياً وهجومياً، خصوصاً لو كان ذلك مقابل الاستغناء عمن يستطيعون تقديم أكثر منه فنياً في الثلث الهجومي الأخير، أو بدنياً في منع المرتدات وصعود الخصم بالكرة.

كما أن وجوده احتياطياً، سيكون سلاحاً جيداً للعب في الشوط الثاني لقتل اللقاء في حال تقدم ريال مدريد، وسيكون بديلاً من أعلى جودة مع إرهاق لوكا مودريتش خلال المواجهة التي لن تكون سهلة على الطرفين.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *