محمد عواد – سبورت 360 – انتهت مسيرة راؤول جونزاليس في كرة القدم، أعلن ترجله بعد مسيرة مميزة للغاية، لا ينكرها إلا أصحاب الذاكرة القصيرة، أو الجاهلين بدوره التاريخي.
فلا يمكن فصل عودة ريال مدريد لواجهة أوروبا عن صعود نجم راؤول جونزاليس، فاللاعب صاحب الـ 10 أهداف في دوري أبطال أوروبا 1999-2000 و 6 أهداف في بطولة 2001-2002، والذي سجل في المباراة النهائية للنسختين، كان رجلاً ساهم بشكل مباشر في الفوز بدوري الأبطال مرتين، ولولاه لكان الحديث عن “العاشرة” مبكراً جداً.
قد يتحدث البعض عن راؤول بعد انخفاض مستواه، وقد يرى البعض أن أرقامه أقل من غيره من النجوم، لكنه في النهاية كان رجلاً ممن غيروا كثيراً في شكل النادي الملكي، وليس خطأ ما قاله عنه فلورنتينو بيريز يوم أمس بانه دي ستيفانو الجديد، لأن المساهمة متقاربة.
بعيداً عما يزيد عن 400 هدف في كافة البطولات، فإن راؤول الذي تم تسميته بعض الأحيان “الملاك الأبيض” تميز بشيء مختلف، فقد كان لاعب أخلاق، رجلاً منتمياً لكل قميص لعب لأجله، أخلص للقميص الأبيض، ثم قاتل رغم تقدمه بالعمر مرتدياً قميص شالكه الأزرق، وفرح كطفل صغير بقميص أبيض وأخضر اختتم به مسيرته.
لم ينسب له يوماً تسريب أخبار ولا تشكيلات، ولم يثبت أنه دخل في عقد تحالفات في غرف تغيير الملابس، ورغم دخوله في مشاكل عديدة مع مدربين أمثال فابيو كابيلو في النادي الملكي وأراجونيس في المنتخب الإسباني، وتغير فلسفات الرؤساء حوله، وجلوسه لفترات احتياطياً، وتهميشه في فترات أخرى، كان دوماً “ملاكاً”.
مع رحيل راؤول، أحد أواخر رجال الجيل القديم من كرة القدم، الجيل الذي يلعب من أجل الفريق ومن أجل الفوز، بقيت كرة القدم من دون ملائكة، في عصر تتوازى فيه “أنا” مع “نحن”، أي في عصر لا يمانع اللاعب مهما كان حجم نجوميته من تعطيل موسم فريق بأكمله وإفساده، لو كان ذلك يلبي له أهدافه الشخصية!
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: