لعنة كأس ايطاليا مستمرة منذ عام ١٩٩٥، ورغم محاولات الفريق الجادة في أكثر من موسم حمل اللقب، فإنه كان يصطدم بتعثرات غريبة، حرمته التتويج لعشرين عاما، لكنه هذه المرة يبدو أقرب من أي وقت مضى لفعل ذلك.
الراحة الكبيرة في بطولة الدوري وغياب المنافسة، نجحت بإعطاء يوفنتوس متنفسا لخوض مباراة العودة بجاهزية ذهنية وبدنية، وهو أمر إن توفر بظل فارق الجودة الرهيب مع أي فريق إيطالي أخر، يصبح فوز يوفنتوس مضمونا.
تلك اللعنة الأولى، أما العنة الثانية تمثلت بالحظ السيء للفريق الذي خسر ٥ نهائيات في دوري الأبطال، وكلما كان جاهزا، جاءت له القرعة بأصعب الخصوم.
هذه المرة تبدو مختلفة جدا، دورتموند المترنح ثم موناكو بعد مجموعة معقولة رغم ما فيها من صعوبات، ليضع تيفيز ورفاقه قدما في تصف النهائي قبل خوض أي اختبار من الصنف الأول، مما يحافظ على سلامة سجلات بطاقاتهم من جهة، وسرية أسلحتهم التي لم تستخدم بعد من جهة أخرى.
ولعل المستفيد الأول من هذا الموسم الاستثتائي هو إدارة يوفنتوس، فهي كسبت معركة خروج كونتي، كما فعلت من قبل بكسب معركة خروج اليساندرو دل بييرو، وكأنها تقول “أعرف مصلحة النادي جيدا”. مستفيد أخر مهم ألا وهو المدرب ماسيميليانو أليغري، والذي رفض تعيينه ٨٠٪ من جمهور يوفنتوس في استفتاء الصحيفة المقربة من النادي؛ (توتو سبورت) الايطالية.
وإن لم يكن هناك شيء يحسب لأليغري محليا، لأن التفوق الذي يحققه يوفنتوس في ايطاليا طبيعي، وحتى خوض نهائي الكأس يعتبر انعكاس للفجوة التي تزداد بين السيدة العجوز والفرق الأخرى في البلاد، فإن ما يحدث أوروبيا شرط أن يكتمل أمام موناكو يعود له الفضل فيه، وإطلاق تيفيز كوحش هجومي هو إنجاز أخر له، بالإضافة للتعامل بهدوء مع تراجع مستوى بعض النجوم وإصابة البعض الأخر.
حالة سيطرة يوفنتوس المحلية قد لا تعجب البعض من متابعي الكالتشيو، لكن الشواهد تقول إن الدوري يستفيد أيضا، وفي ذلك محاكاة لهيمنة بايرن ميونيخ الألمانية.
فوجود عملاق مسيطر، يدفع الفرق الأخرى للبحث عن أفكار جديدة للتطور، وتعمل بذكاء أكثر من حيث التعاقدات مع اللاعبين والمدربين، كما أن قدرة يوفنتوس على التركيز قاريا، تساعد ايطاليا بحصد النقاط في التصنيف الأوروبي للبقاء كرابع بطولة أوروبية على أقل تقدير.