نظرية الحارس المطحون .. لماذا اختفت من كرة القدم؟

قصة الحارس المطحون المختفية من كرة القدم .. ما سبب ذلك؟

محمد عواد – سبورت 360 – كان من اللافت استمرار حارس تروا في اللقاء وهو يتعرض لأقسى أنواع العذاب من باريس سان جيرمان، فقد أكمل المسكين ماثيو دراير اللقاء السابع له هذا الموسم، ولم يحافظ على شباكه نظيفة في أي لقاء، وانتصر في مواجهة واحدة فقط، واختتم هذه المسيرة السيئة بتساعية باريسية.

في الماضي، كان هناك نظام فلسفي في كرة القدم، يقوم على سحب الحارس عندما يبدأ مطر الأهداف، ولا يكمل اللقاء، حتى لو لم يكن قد ارتكب أخطاء أدت إلى هذه الأهداف، لكن الغاية من ذلك كانت:

– حتى لا يتم تحطيم ثقة الحارس بنفسه، وبالتالي يتأثر مستواه في المباريات التالية، ولا يتم تحميل شخص واحد النتيجة إعلامياً أو جماهيرياً وربما بين الزملاء، فهناك 10 لاعبين في الملعب يتقاسمون المسؤولية، وحارس واحد في المرمى يتحمل نفس القدر من لمسؤولية لوحده!

– الحارس ليس مسألة تصدي لكرات فقط، بل مسألة سيطرة على منطقة الجزاء، وتنظيم خط الدفاع، وبعدما يتلقى العديد من الاهداف، يفقد السيطرة، وبنفس الوقت يفقد اللاعبون قدرتهم على الاستجابة له، وبالتالي الدفع بحارس جديد قد يعيد التنظيم للخط الخلفي، فالمسألة هنا تكتيكية وليست مجرد تغيير قفازات.

ظاهرة حارس تروا، ظهرت في مباريات كبرى أيضاً، فلم يتم إخراج كاسياس أثناء السقوط المدوي أمام برشلونة 6-2، وحافظ تشيزني على مكانه وهو يتلقى 8 أهداف من مانشستر يونايتد، والحالة سنجدها مستمرة، في حين لو بحثنا في أروقة التاريخ لوجدنا السيناريو مختلف، ولوجدنا الحارس المطحون يتم إنقاذه.

ما الذي تغير؟
النظرة إلى اللعبة اختلفت منذ تسعينات القرن الماضي، فامتلاك الكرة بات أساسياً، خصوصاً مع ظهور فريق الأحلام الأول لبرشلونة مع يوهان كرويف، وعصر ميلان مع آريجو ساكي وفابيو كابيلو، فأصبح التفكير كثيراً بالجانب التكتيكي والتمركز وانخفض لحد ما الجانب المعنوي والنفسي خلال اللقاء، ولو كان الاهتمام فيه مستمراً قبل المواجهة وبعدها.

هذا التغير، دفع المدربين للتفكير بحلول عند انهيار الفريق بعيداً عن منطقة الجزاء، حيث يميلون لتعزيز العناصر القادرة على امتلاك الكرة أو قتل المساحات، كما أن البعض بات يعتبر خروج الحارس تحميلاً له للمسؤولية، لأن الفكرة ككل لم تعد رائجة، ولم تعد مقبولة كما كان الوضع عليه في الماضي.

ستعود يوماً ما !
فكرة المهاجم الوهمي تعود للثلاثينات من القرن الماضي، وأول من استخدمها بقوة كان المجريون في الخمسينات، ثم عادت لكرة القدم بقوة مع بيب جوارديولا وتيتو فيلانوفا وبرئاسة ليونيل ميسي، كذلك الحال مع خطط مثل 4-4-2 و3-5-2 التي اختفت ثم عادت.

الأفكار في كرة القدم تعود، قد تتوقف لكنها تعود، وما أؤمن به أن فكرة الحارس المطحون، ستعود بعد أن يدرك المدربون الجدد أن ليس كل شيء في الملعب، فهناك جانب خفي دفع المدربون السابقون لاستخدام هذه الفكرة.

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:





Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *