محمد عواد – سبورت 360 – قلب بايرن ميونخ الطاولة على يوفنتوس، فمن خارج من البطولة إلى بطل في عيون جماهيره، فمن 2-0 إلى فوز 4-2، في قمة تعتبر أفضل مباراة كرة قدم أوروبية هذا الموسم.
أفكار أليجري التي قتلت بايرن ميونخ في الشوط الأول
لم يقم أليجري بشيء معقد، فقد فكر بطريقة بسيطة، قائمة على أن قوة بايرن ميونخ هي بطريقة صعوده بالكرة وفرضه الاستحواذ في المناطق التي يريدها.
وبالتالي، لو استطاع يوفنتوس تعطيل هذه المسألة، فإن البافاري سيكون كحاسوب تم زرع فيروس فيه، وهذه مسألة يسهل قولها، لكن يصعب تطبيقها، إلا أن لاعبي يوفنتوس نفذوا المهمة بشكل مثالي.
اثنان فقط تم السماح لهم بالصعود بالكرة كما يريدان، كيميتش ومهدي بن عطية، في حين تكفل موراتا بوضع الضغط الدائم على تشابي الونسو، وكان خضيرة دوماً مع فيدال، وقدم إيفرا وساندرو قصة احتواء لفيليب لام ودوجلاس كوستا مدعومين من بول بوجبا، وهو نفس الأمر الذي حصل مع الابا بوجود كوادرادو وليشنتشاينر ودعم من هيرنانيس لو اقتضت الحاجة.
تم منع لاعبي بايرن ميونخ من التواصل معاً، فبات وجود ليفاندوفسكي ليس مهماً لأنه لا تصله الكرات، وساهمت تحركات مولر الضعيفة بجعل الشكل أسواً.
بكل بساطة، كان تفكير أليجري أن الكرة يجب أن لا تخرج بالطريقة التي يريدها البافاريون، بل عليهم تغيير أفكارهم في كل لحظة، فكان لام يمرر من باب الإجبار، وكذلك حال ألونسو وفيدال وكوستا، فالجميع كان تحت الضغط وسط انضباط خرافي من يوفنتوس… فظهر البايرن بلا فكر ولا نهج.
يوفنتوس كان مستعداً كما يبدو لهذه الحالة على العكس من لقاء الذهاب، فمع ظهور الفوضى كان لا بد من الارتداد السريع، لم يكن من نفس نوع المرتدات في لقاء تورينو التي كانت فوضوية، بل كان هناك نقل واضح للكرة، ولعل غياب ماندزوكيتش ساعد كثيراً على جعل الفريق بخيارات أكثر عند الارتداد، في خط الوسط.
الجواب التكتيكي جاء ولو متأخراً
ما سبق كان له جواب واحد، لاعب واحد إضافي يصعد بالكرة لا يمكن مراقبته بنفس الأسلوب الذي يتبعه يوفنتوس، فكان الدفع ببرنات بدلاً من مهدي بن عطية، مما يعني أن الابا سيكون في العمق والبديل الإسباني على اليسار، فلو تم وضع العمق على اليسار، يتحرك ديفيد، ولو تم وضع الضغط الدفاعي الإيطالي على العمق، يتحرر برنات، فهما أفضل من مهدي على الكرة.
دقائق على بدء الشوط الثاني، حتى أخذ لاعبو بايرن ميونخ بالفكر الجديد أماكنهم، وبدأت بعدها الكرة تصعد كما يجب، جاءت الخطوة الثانية من الهجوم بدخول كينجلسي كومان بدلاً من تشابي البطيء، ليتم تسريع الكرة كما يجب بعدها على الأطراف، ويصبح يوفنتوس غير قادر على حفظ نفس النوع من النظام، فكان هناك تحسن واضح بكرة أصحاب الأرض، لكنه تحسن بطيء، لأن البايرن كان يلعب تحت ضغطين؛ ضغط الوقت الذي يدفعه للتسرع وضغط يوفنتوس الذي تماسك رغم خسارته التفوق الفني المطلق.
الأمور استمرت بيد يوفنتوس .. حتى جاءت الهدية!
موراتا الأوروبي وهدية أليجري
أثبت ألفارو موراتا من جديد أنه ابن أوروبا، صحيح أن مستواه في الدوري غير مستقر، لكن مستواه في أوروبا مميز جداً كلما طلب منه أليجري اللعب كأساسي.
مثلما كان سبباً رئيسياً في الوصول إلى نهائي الموسم الماضي، كان سبباً اليوم في خلق معاناة هائلة لبايرن ميونخ، ليؤكد أن قيمته وجودته محفظوظة، وإن مر بفترات صعبة.
هدية أليجري جاءت بخروج ألفارو موراتا والدفع بماندزوكيتش، فهذا يعني أن يوفنتوس لا يملك مهاجماً يجري بالكرة عند الارتداد، مما سمح للأطراف في بايرن على التحرر، وهذا ما ظهر واضحاً بصعود أكثر كثافة من فيليب لام وبرنات، ليكون خطأ الشاطر بألف .. فقد قدم المدرب الإيطالي مباراة عبقرية أضاعها بلحظة نشوة الانتصار.
بعد هذا التبديل، استطاع بايرن وضع الاستحواذ في الثلث الأخير، الأمر الذي توج جهوده بهدف تعادل في الوقت القاتل.
ريبيري أفضل فرنسي منذ الجيل الذهبي
قد يحاول الإعلام لترويج بعض الأسماء، وقد يحاول البعض الرفع من أهمية لاعبيهم وأسعارهم، لكن المنطق يفرض نفسه، بأن فرانك ريبيري هو أفضل لاعب عرفته فرنسا منذ الجبيل الذهبي الذي مثله نجوم أمثال زيدان وهنري وفييرا وديشامب.
اليوم قدم ريبيري درساً لخليفته المنتظر بول بوجبا، هذا الدرس مفاده بأن التصميم أهم من الجودة، وأن الإصابات ولو أبعدتك عن الملاعب سنين، فإن مسألة بقائك مهماً تعود لك، وليس لأي شخص آخر!
100 دقيقة قدمها بقلب مؤمن بأن بايرن ميونخ يستطيع، محاولات في كل الأوقات؛ الصعبة وحالات الضياع وحالات السيطرة والعودة، وهذا كله كان من لاعب تحدثنا عن اعتزاله قبل أشهر فقط!
ترنح اليوفي فجاءت ضربة الكانتارا القاضية
مع نهاية الشوط الأول، ظهر تراجع يوفنتوس بدنياً، وبدء تفكك خط وسطه بأثر الضربة المعنوية بهدف توماس مولر، وبأثر الضغط النفسي الرهيب والجهد المبذول.
عرف جوارديولا أن عليه تنشيط العمق في هذه اللحظة، لجعل كل الجبهات على الأطراف والمركز فاعلة بشكل نشط، مراهناً على أنه الأعلى ذهنياً في هذه اللحظات، فكان خروج فرانك ريبيري الذي قدم كل ما لديه، ليكون تياجو الكانتارا في العمق ومطلوباً منه جعل الكرة قرب منطقة جزاء اليوفنتوس.
هذه كانت الضربة القاضية، فقد عرف جوارديولا ما يريد فعله، وكان له الانتصار، بعد 70 دقيقة عبقرية من أليجري، ثم أفسدها الأخير على نفسه، ولم يسامحه الفيلسوف أبداً.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: