محمود وهبي – شهدت الأشهر الماضية ضجيجاً صاخباً في كواليس المنتخب الألماني، حيث اختلفت وجهات النظر لدى صانعي القرار حول بقاء يواكيم لوف عقب الخسارة السداسية أمام إسبانيا، فيما كثرت ردود الفعل في الأوساط الإعلامية والجماهيرية، إلى أن خرج لوف نفسه قبل أيام بقرار أوصَل صدى إيجابياً في شتى الاتجاهات، وهو تنحّيه بعد اليورو.
قرار لوف هو الأنسب للمنتخب الألماني، والنقطة المهمة أن هذا القرار هو الأنسب لحاضر المانشافت قبل مستقبله، فالمدرب والمنتخب سيخرجان من دائرة الضغوطات والانتقادات القاسية، لأنه ببساطة سيرحل، إن نجح أو إن فشل في اليورو، لكن قرار لوف سيزيل الكثير من العراقيل التي كانت ستقف أمام فريقه قبل وخلال اليورو.
لوف لم ينجح في مهمة “إعادة البناء” المزعومة بعد الخروج المخيب من المونديال الروسي، لكنه لم يعد مطالباً بها بعد الآن، وهو ليس مضطراً لإجراء حلقات تجارب، لأن الهدف الوحيد المتبقي له هو النجاح في اليورو، وليس التفكير بالمستقبل.
عدم الحاجة إلى “إعادة البناء” يعني تلقائياً عودة مولر وهوملز، ولا أقول هنا أن المنتخب سيصبح بعبعاً بعد عودتهما، لكن مولر هو أفضل ألماني حالياً في مركزه، وكذلك بالنسبة لهوملز، وهما سيصقلان الفريق من ناحية الشخصية والذهنية والخبرة قبل النواحي الفنية، وهي الأمور التي افتقدها المنتخب عندما سقط أمام الثيران بالستة.
كل ما سبق يضع المانشافت على طريق صحيح للتفكير بالنجاح في اليورو، فالضغوطات انخفضت، وعدد سهام الوسائل الإعلامية سينخفض، وهذا المنتخب عوّدنا على ردة الفعل بعد أي إخفاق، ولا ننسى أن هذا المنتخب اعتاد أيضاً على الحضور في البطولات الكبرى حتى عندما يكون في ظروف صعبة.
كل ما على لوف فعله هو اتخاذ القرارات الصحيحة في الفترة المقبلة، تماماً كقرار تنحّيه، عبر الابتعاد عن العناد التكتيكي الذي أصابه بعد مونديال روسيا، واختيار الأسماء وفقا للعطاء، وعندها سيرفع آماله، ولو كان الأمل صعباً، في أن يكون أول مدرب يتوّج بثلاثية المونديال واليورو والقارات.