أسباب مشاكل منتخب هولندا هذه الأيام

محمد عواد – كووورة – بداية سيئة لم يتوقعها أكثر الناس تشاؤما للطواحين الهولندية صاحبة المركز الثالث في كأس العالم 2014، فالمنتخب خسر مباراتين أمام التشيك وايسلندا، وفاز بصعوبة على كازاخستان المنتخب المصنف الأضعف في المجموعة.

وباتت هولندا تحتل المركز الثالث في المجموعة الأولى برصيد 3 نقاط، مستفيدة من سقوط تركيا الكبير حتى الآن، وأمام لاتفيا وكازاخستان كذلك، ولو بقيت في هذا الترتيب فإنها ستذهب للملحق المؤهل ليورو 2016، الأمر الذي لا يليق أبداً بسمعة منتخب عريق مثل هولندا.

 فما هي مشكلة منتخب هولندا هذه الأيام؟

– رغبة بالجمالية والكرة الشاملة دون امتلاك أسلحتها:
تعرض لويس فان جال لانتقادات كبيرة أثناء مونديال البرازيل رغم وصوله إلى نصف نهائي كاس العالم، والسبب في ذلك تغيير مدرب مانشستر يونايتد الحالي شكل هولندا القائم على خطط مثل 4-3-3 أو 3-4-3 بفلسفة الكرة الشاملة الهجومية إلى خطة 5-3-2 دفاعية للغاية، واعتمد آنذاك بشكل واضح على الكرات الطويلة وموهبة آرين روبن وحده.

لويس فان جال كان ذكياً عندما أدرك عدم امتلاكه الجودة اللازمة لتحقيق النتائج وتقديم كرة جميلة في آن واحد، فانتهج استراتيجية الضعفاء في الملعب وخرج متوجاً كأفضل مدرب في البطولة حسب كثيرين، ويمكن إدراك عدم امتلاك هولندا للجودة الحقيقية من خلال الأندية التي يلعب لها معظم لاعبي تشكيلتها الأساسية، حيث ينتمون للدوري المحلي أو فرق متوسطة في أوروبا.

جوس هيدينك اخطأ ووعد علانية بعودة الكرة الجميلة لهولندا، فطبق خطة 4-3-3، لينكشف دفاعه ويصبح افتكاكه للكرة متأخراً دوماً، ورغم ارتفاع نسب الاستحواذ فإن عدد الفرص التي يخلقها الفريق باتت أقل، ليكون المدرب الجديد أمام خيارين؛ العودة للكرة القبيحة وتحقيق النتائج فيخلف بوعده، أو مواصلة البحث عن حلول لخلق توازن بين النتائج والأداء مستغلاً فكرة أن التصفيات تعطيه أكثر من فرصة حتى لو احتل المركز الثالث، شرط أن يتحمل الضغوط الإعلامية التي تخلقها النتائج السلبية.

– روبن فان بيرسي التائه:
سجل روبن فان بيرسي هدفين فقط مع مانشستر يونايتد في 6 مباريات هذا الموسم، ويبدو في الملعب قليل التحرك ضعيف العزيمة لدرجة جعلت الصحافة الإنجليزية تقول إنه يلعب مصاباً ويحتاج لعملية جراحية، ومشاهدة  بيرسي في الملعب توضح فقدانه شخصيته القاتلة التي أظهرها للعالم في آخر مواسمه مع ارسنال وموسمه الأول مع مانشستر يونايتد.

أداء فان بيرسي المخيب هجومياً مع منتخب هولندا مستمر منذ كأس العالم، فباستثناء أدائه في أول مباراتين من البطولة لم يستطع ترك أي بصمة إيجابية، وكانت هناك مطالبات عديدة بعدم خوضه لقاء كوستاريكا والأرجنتين بعد أن أنقذ دخول هونتيلار رأس بلاده أمام المكسيك، ومثل هذا التعطيل الهجومي يجعل هولندا دوما بعيدة عن النتائج المريحة خلال التصفيات، مما يجعل وصف مستوى فان بيرسي وتحركاته بأحد أسباب مشكلة هولندا أمراً مشروعاً.

– آرين روبن ضعيف الروح:
لم يعد آرين روبن هو ذاته الذي أبهر الجميع في كأس العالم وطالب كثيرون باستحقاقه جائزة أفضل لاعب التي ذهبت لليونيل ميسي، فالجناح الهولندي فقد شيئاً من حماسه ورغبته بتعويض خيبة مونديال 2010، والأمر ينطبق على أدائه مع بايرن ميونخ أيضاً رغم تألقه في بعض المباريات مع البافاري هذا الموسم.

ولا يمكن تخيل هولندا تصل لنصف نهائي المونديال البرازيلي إن لم يكن روبن معهم، فالاتفاق العام في وسائل الإعلام آنذاك كان “لولا لويس فان جال وآرين روبن لما تأهلت هولندا من الدور الأول على الأغلب”، ومع غياب حماسة روبن وجهده الذي لم يتوقف في المونديال، فإن تراجع نتائج هولندا يصبح منطقياً حتى لو كان لويس فان جال استمر في التدريب.

–  بانتظار كيفن ستروتمان:
بعد أن عادت هولندا للفكر الهجومي المؤمن بالكرة الشاملة بات تطوير خط الوسط حاجة ملحة، وعودة كيفن ستروتمان نجم روما من الإصابة بمستواه ستكون إضافة تخفي الكثير من العيوب الدفاعية والهجومية أيضاً.

ستروتمان سيشكل مع دي يونج جداراً قوياً في خط الوسط، لكن الأمر كله يتوقف على عودته مع الإصابة التي أبعدته طويلاً عن الملاعب بمستواه المعهود، فهولندا الحالية لا تملك خط وسط ملائم لتطبيق أفكار هيدينك.

– ضعف العزيمة والذهنية:
ما حققه المنتخب البرتقالي في مونديال البرازيل 2014 أكبر بكثير مما توقعه العالم منهم، فوصولهم إلى المركز الثالث وخروجهم من البطولة من دون التعرض لأي خسارة – باستثناء ركلات الترجيح –  يعد إنجازاً عظيماً بالنسبة للأسماء التي امتلكها لويس فان جال.

وعادة ما يحدث نوع من انخفاض في الروح والأداء لدى الفرق التي تحقق ما لا يمكن تكراره، ويضاف إلى ذلك أن نظام التصفيات بشكل عام لا يشجع اللاعبين في المنتخبات الكبرى على تقديم كل ما لديهم لإيمانهم بضمان التأهل، ونتائج فرق أخرى مثل المانيا وايطاليا واسبانيا وانجلترا حتى في المباريات السهلة توضح تأثير هذا الأمر، فاللاعبون يريدون الاستمرار في أنديتهم من دون إصابات، مع تقديم أقل مجهود ممكن في التصفيات التي يعتقدون أنها مضمونة.

تابع جديدنا على الفيسبوك:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *