محمد عواد – صحيفة القدس العربي – لبلاده، وكان الحارس الأفضل في العالم حسب كثيرين، فساهم بلقبي يورو 2008 و2012، وأعطى بلاده مونديال2010 بلحظات مصيرية كركلة الجزاء أمام باراغواي وانفرادة آرين روبن في نهائي جنوب أفريقيا.
كل تلك اللحظات المجيدة والعظيمة في الملعب، كانت تنقصها خطوة ذكية من القديس الذي فاز في الموسم الأخير مع ريال مدريد بلقبي دوري أبطال أوروبا وكأس ملك اسبانيا، وإن ارتكب هفوة قاتلة في النهائي الأوروبي، لكنه كان بطلاً في لحظات سابقة أمام بروسيا دورتموند على سبيل المثال وكذلك أمام انفرادة ماريو غوتزه في الذهاب أمام بايرن ميونخ، وكان بإمكانه الاحتفاظ بكل شيء وحمله معه لو تصرف بذكاء.
خاض كاسياس مونديال 2014 وانتهى بشكل كارثي، ساهم من خلاله بصناعة أهداف لمنتخب هولندا بدلا من التصدي لها، ورغم ذلك فإنه قرر المواصلة، واستخدم علاقاته ليكون الحارس الأول في ريال مدريد، ونقلت مصادر مقربة من كارلو أنشيلوتي أن القرار لم يكن فنياً، بل كان لشراء السلام مع وسائل الإعلام التي نجحت بالإطاحة بجوزيه مورينيو ووضعت عليه ضغوطا لا يحتملها أي إنسان بسبب كاسياس نفسه.
لم يكن ممكنا أن يتعرض كاسياس لسؤال علني كالذي حصل مع قناة «كنال بلوس»: «هل أنت جاسوس أم لا؟»، ولم يكن ممكنا تصوير كاسياس بالكارثة التي حلت بمنتخب اسبانيا، وكان من المحرمات وصفه بسبب خسارة أي لقاء، لكن كل هذا أصبح ممكنا، والحل في صيف 2014 كان بيد القديس لو أراد الحفاظ على بركاته، وكان بيد سارة صديقته وسبب بداية مشاكله، ألا وهو الرحيل إلى مكان آخر يحصل فيه على السلام والهدوء، فيذكره الجميع كأسطورة لا مشكلة، كما فعل من قبل راؤول غونزاليز.
أمجاد إيكر كاسياس سيحفظها التاريخ، لكن هذا الجيل سيذكر إلى جانبها الخلافات والأيام الصعبة التي عاشها، والتشكيك بانتمائه إلى النادي الملكي، فأسطورته كانت مكتملة لكنه أصر على إنقاصها بعناده، وكأنه أراد عيش بيت الشعر القائل: «لكل شيء إذا ما تم نقصانُ… فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ».