محمد عواد – سبورت 360 – خرجت هولندا من تصفيات أمم أوروبا 2016، لتكون تقريباً نهاية جيل مميز وصل بهم إلى نهائي مونديال 2010، وحقق المركز الثالث في 2014، وتبدأ الآن رحلة البحث عن بديل لآرين روبن وشنايدر وأسماء مميزة أخرى.
في مونديال 2014، قدم روبن فان بيرسي مباراة ونصف بشكل رائع، الأولى كانت مع اسبانيا عندما حلق في السماء وأصبح سوبر مان، ثم تكفل روبن بتعذيب الاسبان، وبات هدف فان بيرسي له قيمة كبرى بسبب الانتصار المدوي على حامل اللقب.
أما مونديال 2010، فلم يكن موجوداً، حيث أن روبن وشنايدر تكفلوا بالوصول إلى المباراة النهائية، واكتفى بهدف واحد سجله في الدول الأول في شباك الكاميرون، بعد أن كانت بلاده قد ضمنت التأهل.
في موسم 2011-2012، قدم فان بيرسي موسماً مذهلاً مع آرسنال، فسجلاً 30 هدفاً في بطولة الدوري، ليقود فريقه إلى المركز الثالث، في حين كان معدله التهديفي قبل ذلك الموسم مع المدفعجية هدف واحد في كل 2.36 مباراة يلعبها في البريميرليج، وللمصادفة فهو نفس معدل أوليفر جيرو التهديفي والذي يتلقى انتقادات كثيرة هذه الأيام.
صبر آرسنال كثيراً عليه، رغم إصاباته، ورغم أن أرقامه ليست بالحجم المطلوب ما قبل الموسم المذهل، ليقرر فعل الأسوأ، وينتقل إلى مانشستر يونايتد فيما تم وصفه بالخيانة، ومع الموسم الأول كان رائعاً، وقاد مانشستر يونايتد إلى اللقب.
بعدها عاش فان بيرسي موسمين من أسوأ ما يكون، بلا حسم وفي ظل تذبذب مستوى واضح، لينتهي به الحال إلى الدوري التركي.
يوم أمس، وبعد إخفاق في كل الفرص التي نالها في التصفيات ومعظم المباريات الدولية، وعدم وجود أي دور حاسم له في البطولات الكبرى، فتح كثيرون ملف هذا اللاعب، وتحدثوا عن أنه السبب الرئيسي في الخروج من التصفيات، وبدأوا يحسبون ليتذكروا “أنه لم يتألق إلا في موسمين”، وأنه عاش في هولندا على أكتاف المتألقين من زملائه أمثال شنايدر وروبين.
يجب لفت الانتباه إلى أن تضخيم قدرات روبن فان بيرسي، جاء من بوابة ظهوره بعض الأحيان بتسجيل أهداف حاسمة مع فرق إنجليزية، والأخيرة معروف عن إعلامها تضخيم كل شيء، لكن الناظر بعمق إلى أرقامه (المهاجم وجد كي يسجل) وراقب مسيرته .. يعرف معنى كلمة “مبالغة”.
أكتب هذ الموضوع وأنا أشعر بارتياح، لأن كرة القدم لا تعرف العدالة كثيراً، لكنها في هذه المرة أظهرت عدالتها، وأنهت ظاهرة سوبر مان في حجمه الطبيعي، ومن دون أي مبالغات مستقبليه بحجمه بعد اعتزاله.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: