ورغم أن المدرب الإسباني أعلن رحيله عن الأليانز ارينا نهاية الموسم، ورغم أن علاقته مع الإعلام ما زالت غير جيدة، لكنه يظهر هذا الموسم نوعاً مختلفاً من الفكر، يمكن تسميته الواقعية المجنونة!
ما هي الواقعية المجنونة؟
هي فلسفة جوارديولا هذا الموسم، حيث يواصل لعبه الثوري، وعدم إيمانه بكرة القدم إلا من منظوره الخاص، لكنه يحترم بعض المخاوف، فيضيف بعض اللمسات الواقعية.
ظهر ذلك مع يوفنتوس بإجلاس ألونسو احتياطياً لبطء ارتداده واستخدام فيدال، ثم ظهر ذلك مع بروسيا دورتموند بقبوله اللعب على التعادل وإن كان أفضل في الشوط الثاني وفرض أسلوبه، لكنه احترم واقع أن النتيجة تصب في مصلحته.
الواقعية هذه امتدت لأن يغضب علانية على كيميتش ثم يمتدحه .. فهناك خلط بين الواقعية والجنون لدى هذا الفيلسوف.
لم يكن جوارديولا يوماً ما مفكراً بهذه المسألة، فكان دوماً يريد فرض أسلوبه وتطبيق أفضل كرة قدم يمكنه عملها، لكنه مؤخراً يظهر بعضاً من الواقعية، ونظرة “سريعة” على الحسابات.
هل هو موسم الثلاثية؟
لا يمكن اعتبار الثلاثية أساس تقييم جوارديولا، فبطولة الكأس لا تقدم أو تؤخر شيئاً للبايرن، وبالتالي فإن خسارته لها وفوزه بدوري الأبطال وبطولة الدوري يعد نجاحاً كبيراً.
مع ظهور الواقعية المجنونة، واستعادة معظم اللاعبين المصابين باستثناء بواتينج وبادشتوبر، وامتلاك بيب جوارديولا لفريق قادر على تطبيق أدوار مختلفة بين الإبداع الفردي والكرة الجماعية، بين اللعب البدني واللعب التقني، إضافة لبدء المدرب القادم من برشلونة تطبيق أفكار المداورة حسب الحاجة، تجعل هذه المرة هي أفضل فرصة له للوصول إلى لقب دوري الأبطال.
ويزيد من احتمال ذلك غياب الخصوم الثابتي المستوى في القارة العجوز باستثناء برشلونة هذه الأيام، كما أن الأخبار عن بدء استعادة بواتينج بعد الجولة الدولية، يجعل البافاريين مؤمنين بفرصهم وامتلاكهم أقوى تشكيل لتكرار الإنجاز القاري.
لكن!
لكن قبل أي شيء، فالمقياس الأساسي بكل ما سبق هو مواجهة يوفنتوس، صاحب الدفاع الحديدي الذي لا يتلقى أهدافاً محلياً، والذي قدم روحاً قتالية مذهلة في أخر 30 دقيقة ضد بايرن ميونخ.
هذا اللقاء هو المؤشر الحقيقي لأي مدى يستطيع بايرن ميونخ أن يمضي .. فقد نراه يخرج من هنا !
وقد نراه يمضي بعيداً جداً .. ليودع جوارديولا فريقه كما فعل يوب هاينكس من قبل!
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: