محمد عواد – سبورت 360 – عندما بدأ ألفارو موراتا مسيرته مع يوفنتوس، لم يقدم الكثير الذي يجعل الجمهور يتفاءل به، لكنه مع الاعتماد عليه في دقائق أكثر، ورغم تعرضه لإصابة بداية الموسم، نجح بالوصول إلى مستوى يجعل منه لاعباً مفيداً، بل وحاسماً في كثير من المواقف.
ما حصل مع موراتا، أنه تم الدفع به في مباريات مهمة وفيها ضغط نفسي هائل بقميص يوفنتوس، وهذا الضغط يطور اللاعبين تماماً كما يتم صقل “الألماس”، فأصبح اللاعب أسرع بديهة مما كان عليه في ريال مدريد، وبات يعرف أين يقف بشكل أفضل، ويستطيع تقديم الخدمة التكتيكية المطلوبة، وتحلى في بعض المواقف بخبث كروي.. باختصار لقد أصبح لاعباً آخر غير الذي بدأ مع يوفنتوس.
على صعيد أخر، يجلس بارترا مدافعاً عن مقاعد الاحتياط في برشلونة ولا يتم الدفع به إلا في مباريات محسومة سلفاً أو في ظل الإصابات، وكذلك حصل من قبل مع مونتويا، وتكرر مع فاران المدريدي الذي فقد مستواه عندما عاد احتياطياً.
وهناك في ارسنال على سبيل المثال، شامبرلين يعاني من نفس المشكلة، فهو لا يلعب إلا في حالات الطوارىء أو إراحة اللاعبين، ومن الواضح أنه راضٍ لغمره الصغير حتى الآن، وبالتالي لا يبدو أن منحنى التطور لدى هؤلاء الشباب سريع، ويستمرون على حالتهم في نفس الفريق لفترة طويلة، ولا يتذكرون أنفسهم إلا بعد أن فات الآوان في كثير من النواحي التي يمكن تطويرها.
الدرس الذي علمه موراتا هذا الموسم لكثير من المتابعين، لم يتعلمه كثير من اللاعبين الشباب، فلو انتظر ميسي فرصته سنوات في برشلونة لما أصبح هذا الأسطورة الذي نعرفه ولما تحطمت كل هذه الأرقام القياسية، ولو اشترى مانشستر يونايتد كريستانو رونالدو ليجلس احتياطياً سنوات ثم يبدأ اللعب أساسياً، لكان على الأغلب هذه الأيام في بنفيكا أو بورتو كأقصى إنجاز يمكنه الوصول إليه.
اللعب المستمر في مباريات فيها تحدٍ حقيقي، والشعور بالقلق على نتيجة الفريق وحصاد الموسم، أمور كلها تساعد اللاعب على التطور ذهنياً وفنياً، وهذا التطور هو ما يخلق الفارق بين النجم واللاعب العادي، فالجميع في هذه الفرق يملك بالأساس القدرة البدنية والمهارات الكروية وإلا ما كان ليلعب مع فرق بهذا الحجم.
كرة القدم تغيرت كثيراً في السنوات الأخيرة، وبات اللاعب مطالباً من أول لقاء بإظهار ما يملكه، ومسألة الصبر وبدء اللعب أساسياً على سن الـ 25 أصبحت جزءاً من الماضي.