محمد عواد – سبورت 360 – في مباراة من طراز رفيع، يحل برشلونة ضيفاً ثقيلاً على أتلتيكو مدريد، وذلك في الجولة الثالثة من الدوري الإسباني.
وانتشرت مؤخراً في شبكات التواصل الاجتماعي صوراً لانسحاب برشلونة من مواجهة أتلتيكو مدريد، ويتباهى بها خصوم النادي الكتلوني على أنها نقطة سوداء في تاريخه، الأمر الذي يجعلنا ملزمين بوضع الحقيقة الكاملة بين أيديكم.
ما حكاية هذا الانسحاب؟
القصة تعود إلى كأس ملك اسبانيا 1999-2000، حيث صعد برشلونة لنصف نهائي البطولة وفرضت عليه القرعة مواجهة أتلتيكو مدريد، في حين كان ريال مدريد يواجه اسبانيول في النصف الثاني.
في لقاء الذهاب، سقط برشلونة أمام أتلتيكو 0-3، أي أن الأمور كانت صعبة التعويض، ولكن البرسا لم تكن في نيته عدم المشاركة بلقاء العودة لولا تضارب المباراة مع أسبوع الفيفا.
في تلك الأيام لم يكن أسبوع الفيفا معتمداً بشكل رسمي كما هو حاليا، فتم وضع مباريات الإياب في كأس الملك بوقت متزامن مع هذه المباريات، وحينها لم تكن بطولة الكأس مهمة للفرق الكبرى، مما جعل الاتحاد الإسباني لا يأبه بهذا التضارب.
كان اللقاء مقرراً في 24-نيسان “ابريل” – 2000 على ملعب كامب نو، أي أن بعض الأمل كان موجوداً للفريق الكتلوني، لكن المشكلة أنه لم يمتلك عدداً كافياً من اللاعبين ليواجهوا خصمهم، بسبب رحيل معظمهم إلى معسكرات بلادهم.
تقدم برشلونة بطلب رسمي لتأجيل المباراة، لكن الاتحاد الإسباني رفضه، رغم منطقية طرحه، فالنادي لم يملك سوى 11 لاعباً لوضعهم في أرض الملعب، منهم حارسين، أي أنه يملك 10 فقط، وهذا يمنع قانونياً انطلاق اللقاء من أساسه.
تقدم القائد بيب جوارديولا وتحدث للحكم وقائد فريق أتلتيكو مدريد عن الظروف، فاعتذر لهما كنوع من الاحترام رغم وضوح عدم قدرة برشلونة على اللعب، بعد ذلك نجح البرسا بأن ينجو من العقوبات المفترضة على هذا الانسحاب، حيث أنه كان مهدداً بعدم خوض النسخة التالية من بطولة الكأس ودفع غرامة 2 مليون يورو.
لماذا رفض الاتحاد الإسباني تأجيل المباراة؟
برشلونة طلب تأجيل اللقاء لما يقارب 3 أسابيع، لكن أتلتيكو مدريد رفض ذلك وأعلم الاتحاد الإسباني بالأمر، والسبب يعود إلى أن الفريق المدريدي كان مهدداً بالهبوط في بطولة الدوري، وبالتالي أراد التفرغ أكثر في المرحلة الحاسمة من أجل البقاء.
وترى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن برشلونة كان يستطيع حل مشكلته لو أقنع الاتحاد الهولندي بالاستغناء عن لاعبيه في المباراة الودية، خصوصاً أن البرسا كان يملك 6 لاعبين هولنديين آنذاك في ظل تدريب لويس فان جال لهم.
في النهاية، خسر برشلونة بطولة الكأس، وتعرض في اليوم التالي لعناوين مدوية منها “أكبر انسحاب في تاريخ اسبانيا”، كما أن أتلتيكو هبط إلى الدرجة الثانية وخسر المباراة النهائية لبطولة الكأس أمام اسبانيول.
لماذا لم يدفع برشلونة بفريق من الشباب؟
لم يكن باستطاعة برشلونة وضع عدد كبير من اللاعبين الشباب غير المسجلين في قائمة الفريق الأول، حيث كان القانون ينص آنذاك على السماح بـ 3 لاعبين ناشيئن فقط، حتى لا تتحول البطولة إلى مجرد استعراض شبابي في النهاية، لأن بطولة الكأس كما أسلفنا لم تكن مهمة في ذلك الحين.
ماذا حصل مع الجمهور؟
في الحقيقة، كان الجميع يعرف بأن برشلونة لن يلعب، وأن ظروفه لا تسمح له بخوض المباراة، وبالتالي لم يكن هناك جمهور من أساسه.
المدرجات كانت فارغة، وكل ما جرى كان إجراءً شكلياً، ليستخدمه برشلونة في الدفاع عن موقفه من أنه حاول القدوم للعب لكن الظروف وسوء الموعد هو السبب.
مقاطع فيديو مفيدة:
فوز أتلتيكو مدريد 3-0 في لقاء الذهاب
فيديو انسحاب برشلونة
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر: