د. محمد صعب – يتفق جميع المتابعين لكرة القدم على أنه لا يمكن لأي لاعب أن يأتي إلى نادي مانشستر سيتي إلا بمباركة غوارديولا وبطلب مباشر منه، عندما طلب غوارديولا رياض محرز بالإسم من نادي ليستر سيتي، كان رياض في قمة عطائه وكان الشغل الشاغل لفرق الصف الأول في أوروبا.
عمل رياض على تطبيق متطلبات غوارديولا الكثيرة، خصوصا في الالتزامات الدفاعية وأعطى إضافة مميزة في خطة لعب ١ ٤ ٣ ٣ حيث شغل الرواقين الأيمن والأيسر حسبما تقتضي حاجة الفريق. قدم رياض محرز مستويات خرافية في خط لعب ١ ٤ ١ ٤ ١ حيث شغل مركز الجناح وصانع الألعاب، وأرقام محرز خير دليل على ما يقدمه خلال المباريات.
غوارديولا مدرب متطلب كثيرا، من النوع الذي لا يمدح ولا يدعم اللاعبين، لم نشهد أي دعم معنوي لرياض محرز حتى في عز عطائه، بل كنا نشعر من خلال تصريحات غوارديولا بأنه لا يملك كامل الرضا عن مستوى رياض محرز. من الطبيعي أن يطالب المدرب لاعبيه بتقديم ما هو الأفضل، لكن لا ضير في مدحهم أمام الشاشات وفي وسائل الإعلام. في النهاية اللاعب بشر وكتل من المشاعر، يحتاج للمديح والتحفيزات. لكن على ما يبدو ليس في قاموس غوارديولا.
في الحديث الأخير ل غوارديولا لم يوجه أي كلمات تحمل بعض من الدفع المعنوي لرياض مع أنه بأمسّ الحاجة إليها بعد كارثة كأس أفريقيا، بل ظهر غوارديولا للعلن متحدثًا بأن رياض يحتاج للكثير للعودة للمستوى المميز بالرغم من أن رياض محرز هو نجم السيتي الأول هذا الموسم وبالأرقام. ” لا يختلف عاقلان على الحديث، لكن يجب أن يكون هناك بعضًا من الإيجابية”
بالمقابل فلنذهب قليلًا إلى مدينة ليفربول حيث المجنون كلوب لا يفوّت فرصة لمدح اللاعبين، بل وصلت به الأمور بوضع الإدارة تحت الأمر الواقع لإرضاء صلاح.
شتان ما بين الدعم المميز، والنقد البناء. وما بين أسلوب السلبية.