محمد عواد – سبورت 360 – مباراة واحدة فقط كانت كافية لقلب حالة الثقة المطلقة في صفوف جماهير العملاق الكتلوني برشلونة إلى نوع من الشك، فالجميع يتطلع الآن لمواجهة أتلتيكو مدريد كمقياس لمدى تماسك فريقهم، الذي طغى وتجبر على الخصوم منذ النصف الثاني للموسم الماضي.
برشلونة ما زال يلعب حتى اللحظة من أجل الفوز بالثلاثية، فهل أصبحت البطولة التي اعتقد كثيرون أنها مضمونة من هذه الثلاثية، محل شك؟
نظرة لأرقام خصوم البرسا ومواجهات منافسيه
لعل أسرع طريقة للتقييم، أن ننظر إلى متوسط عدد نقاط الخصوم الذين سيواجههم كل من برشلونة وأتلتيكو مدريد و ريال مدريد، وذلك لتجنب التأثر بأسماء بعض الفرق رغم أنها لا تمر بحالة جيدة.
برشلونة سيخوض 7 مباريات مع خصوم يملكون متوسطاً من النقاط مقداره 33.5 نقطة، في حين يواجه أتلتيكو مدريد يملكون 36.5 نقطة بالمتوسط، ويواجه ريال مدريد فرقاً تملك بالمتوسط 37.5 نقطة.
ما سبق بشكل عام يجعلنا نقول إن برشلونة يملك مواجهات معقولة نسبة إلى الخصوم، بل أسهل نسبياً منهم، ومع فارق النقاط الذي يملكه في جعبته، يبدو الدوري في يده، إلا لو قرر ارتكاب هفوة لن تنسى!
نظرة عن قرب
أصعب مرحلة على برشلونة هي الجولات المقبلة الثلاث، فلو خرج منها متصدراً، سيخرج بالتأكيد حاملاً للقب.
يحل ضيفاً على ريال سوسيداد ثم يستضيف فالنسيا الجريح، ثم يزور ديبورتيفو الذي انتصر في مواجهة واحدة فقط أخر 10 مباريات له.
الأسماء تبدو ثقيلة، لكن الأداء غير ذلك، إلا أنها تبقى المواجهات الحرجة لفريق لويس إنريكي، الذي سيكون مشغولاً أيضاً بحرب أتلتيكو مدريد الأوروبية.
بعدها يستضيف برشلونة خيخون في مباراة شبه مضمون، ثم يحل ضيفاً على ريال بيتس الذي عاد لمنحى التراجع في الأداء بعد استيقاظ أبعده قليلاً عن مراكز الهبوط، وهذه المباراة يحكم صعوبتها ظروف الفريق الأندلسي، فلو كان بلا حسابات بقاء ستكون أسهل بالتأكيد.
بعدها يستضيف برشلونة اسبانيول في ديربي أصبح معتاد الصعوبة لكنه مضمون الفوز في الكامب نو خلال السنوات الأخيرة، ثم تكون مواجهة غرناطة الذي قد يكون وقتها إما من ضامني الهبوط أو ضامني البقاء، وفي الحالتين يبدو الأمر أسهل على البرسا.
لو قرأنا الأسماء الماضية قبل ضياع 5 نقاط فياريال و ريال مدريد، لقال البرشلونيون “إنها نزهة”، لكنهم الآن يقولون “يجب الحذر”.
كم نقطة قد يهدر برشلونة ؟ وماذا عن خصومه؟
لا يحتاج برشلونة خدمة من أحد، على العكس من فريقي العاصمة الإسبانية، فهو المتصدر ومالك مصيره بيده.
لو نظرنا للأمور من أسوأ السيناريوهات الممكنة، فإن برشلونة قد يهدر 7 نقاط في أخر 7 مباريات، مفترضين خسارته في أحد الملاعب الثلاث العريقة التي سيزورها؛ ملاعب سوسيداد وديبورتيفو وبيتس، وتعادله في المباراتين الباقيتين، مع منطقية فوزه بكل مباريات ملعبه نظراً إلى ظروف الخصوم.
أي نحن نتحدث عن تعثره بـ 50% من المباريات، وهذا رقم كبير لفريق كان حتى يوم الجمعة بسلسلة مخيفة من النتائج.
ماذا يعني هذا؟
يعني ببساطة أن أي تعثر لأتلتيكو مدريد ينهي الصراع، وأن ريال مدريد لا يملك فرصة – طبيعية ومنطقية – لأنه يخسر المواجهات المباشرة مع برشلونة، لكن لنلقي نظرة على مواجهات أتلتيكو مدريد وريال مدريد.
يحل أتلتيكو مدريد ضيفاً في مرتين على ملاعب معقدة للغاية، حيث سيواجه اسبانيول وبلباو في معقلهم، كما أنه يستضيف فريقين خطيرين هما ملقا وسلتا فيجو، ودون ذلك من الوهلة الأولى فهو سيفوز بالنقاط الباقية.
مهمة أتلتيكو مدريد صعبة لعدم خسارة نقاط، لكنها ممكنة، تماماً كما هي مهمة برشلونة الذي ليس من الضروري أن يخسر النقاط السبع التي ذكرناها، إلا لو دخل في أزمة ثقة ونتائج.
ريال مدريد يحل ضيفاً خارج ملعبه على كل من ديبورتيفو وريال سوسيداد أيضاً، كما أنه يستضيف فالنسيا وفياريال، وسيواجه الفريق المجنون هجومياً رايو فاليكانو في ملعبه.
يملك ريال مدريد فرصة مهمة لحصد نقاط إضافية في الجولتين المقبلتين، حيث يلعب مع ايبار في البرنابيو ثم يحل ضيفاً على خيتافي، علماً أن الأول لم يحقق أي انتصار في أخر 8 مباريات، أما الثاني فأخر فوز له يعود إلى الجولة 20، أي قبل 11 جولة من الآن، مما يجعله حتى الأسبوع 33 متربصاً بما يحدث مع برشلونة، ومبقيا الضغط عليه بأقل مجهود.
الخلاصة
برشلونة لم يحسم الدوري لأنه أضاع 5 نقاط في جولتين، التعادل في الكلاسيكو كان سيصنع فارقاً مهماً للغاية، لكنه الآن وضع نفسه في موقف حرج.
الحسابات تجعل من المنطقي القول “لا قلق حقيقي، وما يحدث مجردة ردة فعل بعد سقوط الكلاسيكو”، لكن ينبغي الحذر، واستعادة الثقة سريعاً، كما أنه ينبغي استعادة أذهان اللاعبين الذين دخلوا في مرحلة ثقة مفرطة.
تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:
