إيجابيات وسلبيات بيع كريستيانو رونالدو

تقرير شامل يتناول إيجابيات وسلبيات بيع كريستانو رونالدو

محمد عواد – سبورت 360 – لم يعد الكلام عن خروج أفضل هداف في تاريخ ريال مدريد محرماً، بل هو متكرر ومعتاد في كل الصحف، وزاد من شرعيته إقدام رونالدو على محاولة بيع منزله في مدريد، وموقفه الشهير أثناء مباراة باريس سان جيرمان.

بعيداً عن إمكانية ذلك من عدمه، فما هي إيجابيات وسلبيات بيع كريستانو رونالدو في نهاية الموسم؟

الإيجابيات

توتر أقل
بعد أن خسر من أتلتيكو مدريد خرج ليقول “لو كان الفريق 11 رونالدو لما خسرنا”، وله من المواقف العديدة في أخر 3 سنوات التي خلقت توتراً بلا أي سبب حول النادي، وساهمت بالتأثير على نجاحاته.

لعل قول جيرارد بيكيه عن خماسية برشلونة الموسم الماضي صادق، وإن أراد به المناكفة، حيث أجاب على سؤال سر النجاح قائلاً “كل شيء بدأ بعيد ميلاد كريستانو رونالدو بعد خسارة الديربي”.

“لولاي لكنتم في المركز العاشر في الدوري”، تلك مقولة رونالدو لكاسياس في 2012، و”سأعطيك USB عليها أهدافي”، تلك مقولته للمدرب رافا بنيتيز، و”أنا حزين” تلك مقولة له في العلن !

بقدر ما كان رونالدو رائعاً وإيجابياً مع الريال في الملعب، بقدر ما كان مصدراً للتوتر بسبب طبيعته التلقائية في الكلام.

مرونة وسلطة أكبر للمدرب
قال جوزيه مورينيو بعد أن رحل عن ريال مدريد “لقد قمنا بعمل تكيتيكي خاص من أجل مساعدة رونالدو على التسجيل أكثر، وهو ما عاد بالفائدة على الفريق واللاعب”.

تجاهل رافا بنيتيز كلام جوزيه فدخل في نفق مظلم من العلاقة مع النجم البرتغالي، واعتمد أنشيلوتي كثيراً على كريستانو فكانت علاقتهما مثالية .. ويقال أن فلورنتينو بيريز أخبر رافا بنيتيز ما معناه “أنه عليه إرضاء رونالدو أو يرحل”.

لا يمكن لمدرب فرض كلمته في فريق يملك رونالدو أو ميسي، فلا بد من بعض التنازلات، ولا يمكن له أن يطبق كل أفكاره بوجود أمثالهم، لأن الراحة والسعادة بالنسبة لهما أساس تقديمهم الأداء الرائع.

إعادة التجديد
7 سنوات مع كريستانو رونالدو، على الأغلب ستنتهي بلقب دوري واحد ولقبي كأس ولقب دوري أبطال واحد فقط، إنجازات لا تليق بريال مدريد ولا بكريستانو رونالدو.

كان هناك سوء استفادة من أفضل مهاجم عرفه النادي منذ دي ستيفانو، وربما يجب التوقف عن المحاولات الآن، وبيع كريستانو رونالدو الذي يبلغ من العمر 31 سنة، والحصول على مبلغ مالي جيد قد يصل إلى 60 مليون يورو، بدلاً من الانتظار موسماً آخر حيث سينخفض سعره بشكل هائل مع كل سنة يتم إضافتها في بداية العقد الرابع من عمره.

مثل هذا المبلغ مع معدل دخل ريال مدريد العالي، سيجعل الفريق يدخل تغييرات لسنوات مقبلة.

تجربة فكر جماعي أكثر
خروج كريستانو رونالدو سيخرج عقلية البطل من النادي الملكي، وهي العقلية التي تعجب الجماهير ربما، لكنها لم تكن حاضرة في بعض المناسبات الحاسمة.

أحرز ريال مدريد دوري الأبطال 1998 و2000 بعقلية جماعية، قائمة على لاعبين ممتازين يمثلون القميص الملكي من أجل القميص، ثم جلب فلورنتينو بيريز عقلية الأبطال، لكنها لم تكن قد ظهرت بوضوح حتى موعد الفوز بالتاسعة، وما إن ظهرت بعد ذلك، حتى دخل ريال مدريد بنفق مظلم من تذبذب النتائج والأداء طوال فترتي الرئيس المؤمن بالنجوم.

يملك ريال مدريد نخبة من أفضل لاعبي العالم، لكن وجود بطل “كبير جداً” في الفريق وعدم وجود إدارة رياضية ذكية تتعامل مع الموضوع بشكل ناجح، جعل هناك شيئاً من التواكل على كريستانو، شيئاً من التراخي بسببه، ولا يمكن إنكار وجود شيء من الحسد أيضاً!

جاريث بيل وغيره يتحررون
أسماء مثل جاريث بيل وخاميس رودريجيز في حال بقائه وإيسكو، قد تستفيد للغاية من خروج كريستانو رونالدو.

كلهم يملكون القدرات المميزة، لكن وجود صاروخ ماديرا يقيد تحركاتهم، ويقيد أفكارهم، لأن الخروج عن النص معه سيغصبه، ويغضب المدرب، ويغضب الجماهير أيضاً.

هناك فرصة لإخراج أفضل ما لدى 3 نجوم أثبتوا في فترات مختلفة قدراتهم الهائلة، وهو أمر قد يغري فلورنتينو بيريز بالإقدام عليه.

السلبيات

ليس هناك مثل رونالدو
لا يستطيع ريال مدريد شراء ليونيل ميسي، وبالتالي لا يستطيع شراء أي لاعب يملك حسم وطموح وإصرار كريستانو رونالدو في العالم.

ليس هناك مثل كريستانو، هذه الكلمات بسيطة وواضحة، وبالتالي فإن السلبية الأولى هي أن الفريق سيفتقد بطله في بعض الأحيان، وأن النادي مطالب بعمل كبير في السوق وفي غرف تغيير الملابس، من أجل ضمان عدم السقوط في فخ خروج اللاعب الذي لا مثيل له.

اقتصادياً وترويجياً
يقال إن خروج كريستانو رونالدو سيؤثر على ما يقارب 10% من دخل ريال مدريد، وهو أمر يتطلب عملاً إضافياً من فلورنتينو بيريز لتعويض بعض الأموال التي سيخسرها من رحيل نجمه الأول في السنوات الأخيرة.

كما أنه يجب الانتباه إلى عدد كبير من مشجعي النادي من أجل رونالدو لا من أجل غيره، وهؤلاء على الأغلب سيرحلون معه لتشجيع فريقه المقبل إن كان في أوروبا.

ضغوط هائلة على الفريق بداية الموسم من دونه
مع أول هدف يتلقاه ريال مدريد، مع أول تعثر، مع أول خسارة.. سيقول الجميع “باعوا رونالدو”.

كما حصل مع بيع مسعود أوزيل ودي ماريا، لكن هذه المرة سيكون الكلام مضاعفاً عشرات المرات، لأن الجميع شاهد ثبات مستوى وعطاء كريستانو في 7 سنوات!

البداية من دون هذا النجم، ستكون أصعب مرحلة على الفريق الملكي.

انخفاض في سقف الطموح الفردي
ساهم طموح رونالدو الفردي كثيراً بدفع عجلة ريال مدريد إلى الأمام، فصحيح لم يتم الأمر على شكل ألقاب فردية، لكنه ظهر على شكل قتال حتى النهاية، وإيمان بأن المستحيل ممكن.

خروج هذا الطموح حد الجنون، قد يعيد لاعبي ريال مدريد وجمهوره قليلاً إلى أرض الواقع، وهذا أمر غير جيد، فرونالدو كان ملهماً، وخروجه سيؤثر على الخيال الذي يعتبر ركناً من أركان النجاح.

رسالة عدم استقرار للنجوم الآخرين
لو خرج رونالدو “مرغماً” وليس بملء إرادته، فإن هذا سيبعث رسالة عدم استقرار لكل نجوم النادي الملكي.

بعد رحيل أوزيل ودي ماريا وتشابي الونسو، بات من المعتاد على الملكي بيع اللاعبين رغم رغبتهم بالبقاء، وبسبب خلافات يمكن تسويتها.

خروج رونالدو سيكون قمة عدم الاستقرار للآخرين، وسيساهم أكثر بتفكير اللاعبين بالرحيل قبل أن يفوتهم القطار، إن لم تستطع الإدارة احتواء الموقف.. وهذا كله فقط لو أراد رونالدو البقاء!

الخلاصة .. من يجرؤ؟

لو كنت رئيساً لريال مدريد لما تجرأت على بيع كريستانو رونالدو، صحيح يمكنني جلب أومبيانج وبول بوجبا وجعل الفريق متماسكاً على أرض الملعب، لكن لأن الفشل بعد ذلك في موسم، سيجعلني مصنفاً كصاحب أسوأ قرار في تاريخ النادي الملكي .. فقد بعت الأسطورة مقابل الفشل!

مثل هذه القرارات لا تحتاج فقط حسابات رقمية، ولا تحليلات فنية، بل تحتاج لقلب “ميت” بمعنى الكلمة، فهل هناك من يجرؤ في هذا العالم على بيع كريستانو رونالدو؟… سنعرف في الصيف !

تابع الكاتب على الفيسبوك وتويتر:




Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *