أكمل مانشستر سيتي يوم أمس ما يفترض به سوق انتقالاته كاملة، فقد جلب جون ستونز إلى خط الدفاع، ليضيفه إلى عدة أسماء سبقته، ويبدأ الكلام الآن عن بيع بعض الأسماء.
نظرة عامة على الصفقات .. المستقبل أولاً
190 مليون يورو دفعها بيب جوارديولا في السوق الأولى له في السيتي، ركزت غالبيتها على صفقات شابة بمستقبل كبير.
جون ستونز يعد تعزيزاً لخط الدفاع، وهو مدافع يتوقع منه الكثيرون أداءً كبيراً، لكن تذبذبه ببعض فترات الموسم الماضي يجعل الحكم عليه مؤجلاً حتى نراه بقميص المان سيتي حيث الجودة الأفضل من حوله.
وضم مانشستر سيتي ما يعتقد الألمان أنه أفضل موهبة صاعدة لديهم، ليروي ساني صاحب الحسم والسرعة والأناقة في اللعب، وهذا ما يجعله إضافة بالتأكيد لفريق هجومي يقوده بيب جوارديولا.
الصفقة الثالثة جاءت لخط الوسط عبر ضم جوندوجان، وهي صفقة فيها مخاطر أيضاً، لأن اللاعب ليس نفس جوندوجان 2012-2013، حيث غاب كثيراً،لكنه لو استعاد 70% من مستواه سيكون مفيداً لأفكار مدربه في خط الوسط.
تدعيم آخر جاء لخط الهجوم بضم نوليتو من سلتا فيجو، وهو لاعب في مركز الجناح، نظرة للأسماء الموجودة تجعله أقرب ليكون احتياطياً لكل من رحيم ودي بروين، ولكنه احتياطي يختلف خيسوس نافاس عندما نتحدث عن تحويل الاستحواذ إلى أهداف، فالأول يذهب للمرمى والثاني يعتمد على الصناعة.
الصفقات المهمة الأخرى هي للمستقبل وليس موسم 2016-2017، فجابرييل جيسوس لن ينضم الآن، ومورينو ذهب لديبورتيفو معاراً، وبقي الحارس الأرجنتيني رويي في ريال سوسيداد على سيبل الإعارة مع تعقيدات في الصفقة تجعله قابلاً للعودة بعد حين، أما جوهرة أوكرانيا أوليكساندر زينتشنكو يبدو أقرب للإعارة إلى أيندهوفن.
صفقات جوارديولا صبت كلها في مصلحة الفكر الهجومي ما عدا ستونز، وهذا يشمل صفقات المستقبل، ولعل في هذا فرصة ثانية منه للأسماء الموجودة حتى يرى كيف تؤدي ضمن أفكاره، ثم يسعى لجلب لاعب مناسب لو فشلوا بالاندماج.
مالياً .. يجب التوقف هنا
دفع مانشستر سيتي 190 مليون يورو تقريباً في السوق، في حين حصل على 20 مليون يورو؛ 11 من بيع دجيكو و7 من الصفقة المعقدة بين ريال سوسيداد والعملاق الإنجليزي من أجل رويي. (تشمل بيع مباشر للنادي الإسباني بعد استعارته، ثم حق شراء للقمر الأزرق لاحقاً مقابل 14 مليون يورو) ، في حين حصلوا على 1.5 مليون يورو من بيع الفرنسي فلوريان ليجوين إلى إيبار.
170 مليون يورو هو فارق الإنفاق، وهو فارق غير صحي أبداً، يتطلب الإسراع ببيع بعض اللاعبين للإنقاص منه، حتى لا يدخل النادي بأي مخالفات مالية متعلقة بقوانين اللعب المالي النظيف التي تعرض لعقوبة بموجبها في الماضي.
نظرة للتشكيل والأسماء الراحلة
مع وجود جو هارت وكاباييرو لا يبدو مانشستر سيتي بحاجة للتفكير بمركز حراسة المرمى، لكن من المؤكد أن بيب جوارديولا لن يصبر في الصيف المقبل على أي أخطاء تصدر من جو الذي يتحول بين يوم وليلة من بوفون لحارسٍ هاوٍ في كرة القدم.
يملك الفريق الآن 3 قلوب دفاع يملكون الخبرة والشهرة فمع تأكيد رحيل مانجالا من قبل عدة تقارير صحفية، يبقى لدينا ستونز وأوتامندي وكومباني، لكن وجود جاسون ديناير في قائمة مانشستر سيتي لدوري الأبطال، تجعل من المدافع البلجيكي رابع خيارات قلب الدفاع.
الأظهرة يبدو أنها مستمرة بكل من سانيا وزاباليتا على اليمين، وكولاروف وكليشي على اليسار، ورغم صعوبة تصور قيام أي منهم بأداور كالتي قام بها فيليب لام أو الابا أو الفيس، لكن يبدو أن جلب المزيد من الأسماء المهارية هجومياً هدفه التعامل مع هذه المشكلة.
في خط وسط المحور، يملك الفريق فرناندينيو وجوندوجان وفرناندو وديلف، ولم يتم حسم مستقبل يايا توري بعد، و في حال استمراره سيكون إضافة وخبرة، لكن ليس بنفس الأدوار المركزية التي كان يلعبها من قبل بعد انحدار مستواه.
على افتراض أن مانشستر سيتي ذاهب للعب 4-2-3-1، أو 4-1-4-1 ، فإن خط الوسط الهجومي يملك أسماء مهمة مثل نوليتو وساني ودي بروين ورحيم وسيلفا ونافاس، الأمر الذي يجعل لكل لاعب بديلاً مباشراً، وبهذا عمق كبير وعالي الجودة.
نتوقف هنا، لنجد أن أسماء مثل الأرجنتيني زوكليني وسمير نصري ليس لها مكان الأمر الذي يقرب من رحيلهم، ويبرر الكلام المتكرر عن حدوث هذا قريباً.
خط الهجوم يقوده بالتأكيد سيرجيو أجويرو، أما احتياطيه فهو كيليتشي إيهيناتشو، مع التأكيدات على أن بوني في طريقه للرحيل.
من الاستعراض السابق يبدو أن الكتيبة الزرقاء قد اكتملت، وأن الوقت الآن لبيع 4 لاعبين لتسوية الحسابات المالية؛ وهم على الأغلب زوكليني ومانجالا وسمير نصري وبوني، في حين أن مسألة يايا توري تبقى القضية الغامضة حتى الآن، الذي قد يساهم أجره الكبير باستمراره لعدم وجود من يستعد لدفع نفس المبلغ له.
قصة المشروع الموازي
كل صفقة جاءت في السوق من الواضح أنها بأمر بيب جوارديولا، حتى ستونز لم تتباطأ الإدارة معه كما فعلت إدارة تشيلسي مع مورينيو عندما طلبه الموسم الماضي.
نوليتو وساني وجوندوجان هي أسماء بلا شك طلبها شخصياً، أما ستونز فالإعلام الإنجليزي تكفل بجعله المدافع الأكثر طلباً في البريميرليج، وبالتالي كان الفوز به قضية أساسية خصوصاً بعد المشاكل الدفاعية التي عانى منها النادي الموسم الماضي.
باقي الأسماء الشابة التي تم التعاقد معها تظهر كأنها مشروع يتم إدارته بين جوارديولا وأصدقائه الإسبان في إدارة النادي، مما يجعلني أقول هناك تحضير لمشروعين في آن واحد، مشروع لعامين مقبلين، ومشروع ما بعد ذلك، الأمر الذي يجعلك تسأل “هل يفكر جوارديولا بالمكوث طويلاً هذه المرة؟”.
هناك مشروع أساسي وطارىء سنراه في الموسم المقبل يبحث عن نجاحات سريعة، ومشروع موازي يتم التحضير لينطلق ربما بعد موسمين، بحيث يتم الوصول لـ 11 لاعباً من أعلى جودة بتكلفة أقل نسبياً في موسم 2018-2019 ، وهذا الفريق الموازي من المقرر له أن يستمر طويلاً بقوة كبيرة.
لو أردنا تقييم سوق الانتقالات، وبناء على معطيات السوق، فالفريق جلب كل ما كان يلزمه، وبات لديه الآن خط وسط يمكنه تطبيق أفكار بيب، في حين عزز أفكاره الهجومية بشكل واضح، وأضاف قلب دفاع سيكون بأسوأ أحواله أفضل من ديمكيليس، لكن يبقى النقص الوحيد متعلقاً بمركز الظهير، والذي يعد أساسياً ببناء اللعب مع جوارديولا، إلا لو كان الأخير يرى في الأسماء الموجودة شيئاً لم يستطع الآخرون الاستفادة منه.
تابع الكاتب على شبكات التواصل الإجتماعي:
سناب شات : m-awaad