محمد عواد – كووورة – أجرت الفرق الكبرى العديد من الصفقات هذا الصيف في أوروبا لتطوير حالتهم الفنية، ولكن بعضها ومع مضي 3 أشهر من الموسم باتت غير قابلة للتفسير، حتى بات يمكن القول عنها “عجز البرت أينشتاين عن فهمها”.
وفي هذا التقرير نستعرض أهم هذه الصفقات التي يصعب فهمها:
سوق تفوق الفهم الطبيعي للبشر من برشلونة
يمكن القول إن نادي برشلونة أكثر من أجرى صفقات غير قابلة للتفسير والفهم، فلاعب مثل دوجلاس بيريرا وخلال دقائق قليلة لعبها أثبت أنه لا يليق أبداً بالقميص الكتلوني، ولا يمكن معرفة السبب الذي أقنع الإدارة بأنه يستطيع تمثيل فريق الكامب نو، علماً أن صحف اسبانيا كلها نشرت تقارير عن قلة جودته قبل انتقاله.
أما اللاعب الآخر الذي كان شراؤه أكثر غرابة فهو توماس فيرمايلين المعروف عنه قضاء الوقت في العيادات أكثر مما يقضيه في المنزل، وتبقى مسألة إنفاق المال على حارسين مميزين لجعل أحدهما احتياطياً والأخر يلعب غريبة بعض الشيء .. فكان افضل استخدام أموال أحدهما بالإضافة إلى أموال بيريرا وفيرمايلين لتمويل صفقة ظهير أيمن أفضل مثل كوادرادو، والإبقاء على بنتو لموسم أخر بدلاً من الاتجاه إلى فلسفة الترف هذه في توقيت غير مناسب.
جلب الأفضل ليجلس على مقاعد الاحتياط
هذا ما فعله ريال مدريد بالضبط، فقد جلب أفضل حارس في كأس العالم بعد مانويل نوير، والفائز بجائزة أفضل حارس في الدوري الإسباني كيلور نافاس، ليجلس احتياطياً في بطولتي الدوري ودوري الأبطال، وسمح لدييجو لوبيز بالرحيل مجاناً إلى ميلان.
بهذا التفكير، لم يتم حل مشكلة التنافس بين الحراس، وتم إيقاف مسلسل تطور الحارس الكوستاريكي، الذي كان أفضل له البقاء لموسم أخر مع ليفانتي ولو اشتراه ريال مدريد، مع بقاء لوبيز في الفريق الذي ما كان ليمانع أن يجلس احتياطياً لموسم واحد ويلعب في بطولة الكأس.
ثاني أغلى مدافع في التاريخ ويلعب خارج ملعبه فقط
كان شراء مانشستر سيتي لمانجالا حاجة ملحة طالب بها كثيرون، فالمدافع الفرنسي واعد للغاية، لكن النادي الإنجليزي بالغ بقيمة الصفقة جاعلاً منه ثاني أغلى مدافع في التاريخ، والغريب الآن أن مانجالا لا يلعب إلا مباريات فريقه خارج ملعبه .. باستثناء لعبه مباراة تشلسي على ستاد الاتحاد.
المدافع الفرنسي لم يلعب إلا مباراة أوروبية وحيدة حتى الآن ليكون من الصعب فهم المبلغ الكبير المدفوع مقابل لاعب لم يمنح الفرصة كما يجب حتى الآن، وتعرض لانتقادات قبل أن يبدأ من إدارة الفريق الفنية التي تحدثت عن ضعف مستوى لياقته.
ريكي لامبيرت .. موجة أخرى ليست موجة ليفربول
قد يكون من المنطق انتقاد ماريو بالوتيلي الآن بعد أدائه المتواضع مع ليفربول، لكن عندما اشتراه الريدز كان هناك الكثير من الكلام حول إمكانية نجاحه، لأن الإيطالي أظهر جودة في فترات عديدة، كما أنه صغير السن ويمكن إعادة بيعه من دون خسارة كبيرة.
أما الصفقة التي تساءل أينشتاين عنها فهي ريكي لامبيرت، فهو من نوع مختلف تماماً عن أسلوب ليفربول، شديد البطء وقليل الحركة هجومياً بالنسبة لأسلوب لعب الريدز، كما أن الفريق يملك دانييل ستاريدج وكان يخطط لشراء مهاجم آخر آنذاك، مما يجعل صفقته غير مفهومة أبداً.
الشراء من دون تحديد الشكل
انتقد فيليب لام عام 2009 مدربه لويس فان جال علانية عندما تغير شكل الفريق بعد شراء آرين روبن، وقال يومها “الفرق الكبرى يجب أن تملك استراتيجية تشتري من خلالها، ولا يجب أن تحدد الصفقات استراتيجية الفريق”.
على كل حال فإن المدرب الهولندي لم يستمع لقائد المانيا السابق، وعاد لنفس السياسة، فاشترى العديد من اللاعبين من دون تحديد شكل الفريق ونهجه، والآن هناك كلام في الصحافة الإنجليزية احتمال بيع هيريرا بعد نصف موسم فقط وعدم شراء عقد فالكاو في نهاية عقد إعارته.
الاستعانة بعبد المعين
يقول المثل المصري ” جبتك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبد المعين عاوز تتعان”، وهذا ما جرى مع التعاقد مع فرناندو توريس، فالأخير كان يحتاج لمن يعينه ويخرجه من مشاكله التهديفية وأزمة الثقة التي يمر فيها، وميلان كان يحتاج لمن ينقذه ويعينه .. فجاء بمن يحتاج الإعانة!
فخ الاستعراض وأتلتيكو مدريد
78 دقيقة فقط هي التي لعبها أليسيو تشيرشي مع أتلتيكو مدريد في بطولة الدوري الإسباني حتى الآن، وعند التعاقد مع هذا اللاعب في ظل تواجد عدد من القادرين على إتقان دور الجناح في أتلتيكو مدريد كان هناك تساؤل في الصحافة الإسبانية “لماذا؟”.
أراد دييجو سيميوني إظهار للعالم قدرة فريقه على الإنفاق وتعويض الراحلين، فاشترى لاعباً لا يلزمه مفترضاً تألقه في نظام لا يناسب قدراته، خصوصاً أنه اسم تردد الموسم الماضي كثيراً في الصحافة الإيطالية مع تألق تورينو، وأنفق 15 مليون يورو يحتاجها الفريق كثير الديون … والآن اللاعب سيعود في الشتاء إلى ايطاليا كما يقولون في بلاده.
شراء كل شيء إلا شبيه ليفاندوفسكي
بروسيا دورتموند منظومة تقوم على أفراد ومواصفات لاعبين وليس على وجود يورجن كلوب فقط، وعندما خرج روبرت ليفاندوفسكي كان لا بد من تعويضه بلاعب يملك مواصفاته، يستطيع إتقان دور الارتكاز في الأمام ليتيح المساحات لزملائه ويساعده على الانطلاق بالمرتدات، كما يكون مساهماً في إنهاء الهجمات داخل الصندوق.
وبدلاً من ذلك، وقع كلوب في فخ تورينو هو الآخر واشترى تشيرو إيموبيلي ، ورغم أن المهاجم الإيطالي جيد أمام المرمى لكنه ليس ليفاندوفسكي، لذلك تأثرت المنظومة الهجومية بشكل واضح متأثرة طبعاً بإصابات عديدة ضربت كل خطوطة، وبات لزاماً الآن على كلوب تغيير شكل الفريق الهجومي ليتعايش مع غياب روبرت ليفاندوفسكي وإلا فإنه سيواصل تذبذب النتائج.
تابع جديدنا على الفيسبوك: